قال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم«الخميس»للصحف والمواقع الإخبارية، إن عودة الحوار الإستراتيجي بين مصر، وأمريكا بعد 6 سنوات من توقفه يؤكد الإرتقاء بمستوى التعاون الأن ، والحنكة السياسية بإدارة السيسي.
وأضاف"أبوالياسين" أن عودة الحوار يعكس رغبة أكيدة لدى البلدين في زيادة آفاق التعاون وتحقيق التفاهم المشترك في القضايا المطروحة، وأن التغير في الموقف الأمريكي بعدما كانوا يدعو الجميع للجلوس لمائدة التفاوض، تبنى الجانب الأمريكي الموقف المصري والسعي على دعمهم للأمن المائي المصري مما يبشر بقرب إنفراجة قريبة في أزمة سد النهضة.
مضيفاً: أن هناك دلالة كبرى على عودة إنعقاد الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي ، فهذا الحوار يؤكد رغبة لدى البلدين في الإرتقاء بمستوى التفاهم، والتعاون فيما بينهم،والقضاء على كل التذبذب في العلاقات بينهما فمصر دولة محورية في المنطقة، وإدارة "بايدن "تعى هذا جيداً، ومن المهم لدى الولايات المتحدة أن يكون هناك تفاهمًا فيما بينهما لخدمة البلدين، والمنطقة ، كما أن إنعقاد الحوار الإستراتيجي يعطي إنطباع على ردود فعل الجانبين حول القضايا المختلفة كما يؤدي إلى ثبات وتسهيل العلاقات المشتركة .
وأوضح "أبوالياسين"في تصريحه لـ" الصحف"، أن تبني الولايات المتحدة الأمريكية وجهة النظر المصرية فيما يتعلق بقضية سد النهضة ودعم الرئيس الأمريكي "جوبايدن"للأمن المائي المصري يعكس أن مصر كانت تقدم منذ البداية وجهة نظر تقوم على أسس رصينة لها وجاهتها فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وبالتالي أقتنعت الولايات المتحدة بالموقف المصري، وأكدت دعمه نتيجة لأن الموقف المصري له قدر من المصداقية، كما أنه أصبح واضحًا لكل دول العالم التعنت والمماطلة الاثيوبية في التفاوض، أو التوصل لإتفاق ملزم.
لافتًا؛ إلى أن الأمم المتحدة كذلك حذرت من مغبة وقوع حرب أهلية بإثيوبيا نتيجة للصراعات على إقليم التيغراي ، وهددت أمريكا سابقًا بتوقيع عقوبات بحق إثيوبيا.
وتسأل "أبوالياسين"
ما هي الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية بقيادة " بايدن" للدعوة إلى إستئناف الحوار الإستراتيجي مع مصر بعد توقف لسنوات؟ هل هو مجرد إقتناع أمريكي بالدور الحيوي الذي تمثله مصر في المنطقة كلها أم سخونة الملفات، ورؤية مصر لحلها، وتباين وجهات النظر بين البلدين في الفترة الأخيرة؟
والمعروف لدى الجميع أن فكرة الحوار الإستراتيجي بين مصر وأمريكا بدأت في عهد الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون"، وإستمراره حتى نهاية ولايته بعقد دورتين فقط فى أواخر التسعينيات، وأوائل العام 2000م، ثم توقف الحوار الإستراتيجي، فور وصول الرئيس باراك اوباما وزيارته لمصر وخطابه الشهير في جامعه القاهرة، وأصدر بعدها تعليمات مباشره بوقف الحوار الإستراتيجي مع مصر .
وبدأت مصر عصراً جديداً في ظل إدارة القيادة المصرية الرشيدة بقيادة «عبدالفتاح السيسي» الذي جمع بين القبضة الأمنية المطلوبة والحنكة السياسية التي كانت مفقودة، الإستعادة فيها مجدها، وإستقرارها، ووزنها الإقليمي والدولي لتبدأ دول العالم في إعادة النظر في علاقاتها السياسية والعسكرية والإستراتيجية مع مصر الشامخة القوية، والمستقرة التي تستطيع أن تلعب دوراً حيوياً في كل الملفات، والأزمات شرقاً وغرباً.
ومع ذلك ظل الحوار الإستراتيجي بين البلدين في تجمد تماماً حتى 2015م حيث أعادت أمريكا الحديث عن فتح الحوار مرة أخرى، ولكنهُ لم تعقد أي من الجلسات في هذا الإطار.
وبكل فخر وعزة مصرية كانت البداية هذه المرة بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن» الذي قابل "سامح شكري"، وزير الخارجية على هامش إجتماعات الأمم المتحدة الذي عبر بوضوح لا لبس فيه عن رغبه أمريكا لعودة الحوار مع مصر، وحرص على إلتقاط الصور ونشرها بكثافة على وسائل التواصل الإجتماعي تأكيداً على العلاقه الوثيقة مع مصر، ورداً على المغرضين ممن يروجون لوجود تباين، وخلافات في وجهات النظر بين البلدين في الفترة الأخيرة.
وكان الرد عملياً، وسريعاً بالدعوة إلى بدء الحوارالإستراتيجي للوصول إلى تفاهمات حول ملفات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية ترى كل دولة أن لها وجهه نظر تختلف نوعا ما عن الدولة الأخرى، لتبدأ صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأشار"أبوالياسين" إلى أبرز القضايا الشائكة التي تم مناقشتها في الحوار الذي إستمر لمدة يومين من خلال ورقة عمل أعدها المجلس الأطلسي:
• حقوق الإنسان: حيثُ إنتقدت إدارة بايدن إدارة السيسي عدة مرات بسبب ملف حقوق الإنسان، ما دفع السيسي بكل فطنة وحنكة للترويج للإستراتيجية الجديدة بشأن حقوق الإنسان على رأس أولوية الملفات التي يناقشها الحوار، تأكيداً لإهتمامة البالغ بتحسين الحالة الحقوقية في مصر، وتحسين سجل مصر في مجال حقوق الإنسان ضروري لتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
•سد النهضة:،إيمان الإدارة المصرية بأهمية الدور الأمريكي في حلحلة التعنت الإثيوبي في أزمة سد النهضة جعلتة من القضايا الهامة في أجندة الحوار.
•الأزمة الليبية: الازمة الليبية شكلت أحد ملفات الخلاف بين البلدين، والتخوفات المصرية من تزايد النفوذ التركي على حدود البلاد الغربية.
•لبنان وسوريا: الأزمة الخليجية الأخيرة مع لبنان هددت سعي مصر المدعومة من واشنطن لتصدير الغاز الطبيعي إلى بيروت عبر الأردن، وسوريا وكان الدعم الأمريكي مهماً لإزالة أي ضغوطات خليجية قد تؤدي لتعليق فكرة التصدير.
وأكد"أبوالياسين"أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"نالت ترحيب مصري، وعربي واسع النطاق، والتي نقل فيها دعم الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للأمن المائي المصري، مما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد تطورات إيجابية فيما يتعلق بملف سد النهضة بعد الدعم الأمريكي للموقف المصري، مشددًا على أن عودة إنعقاد الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي أمر مهم يعكس رغبة الدولتين في تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها، والإتفاق على وجهات النظر في الملفات المطروحة على الساحة، كما سينعكس ذلك على مصالح البلدين .