توصَّلت دراسة علمية حديثة بمشاركة مركز الإمارات لأبحاث التنقل في جامعة الإمارات العربية المتحدة أعدَّها فريقٌ بحثيٌّ دوليٌّ، إلى أن تحديد وزارة الحج والعمرة السعودية لأعداد الحجاج في موسم حج 1442هـ بـ 60 ألف حاجٍّ، يُسهم في حصر فيروس كورونا وتقليص نسبة انتشاره إلى أقل من 3%؛ مما يحافظ على سلامة ضيوف الرحمن (شكل 1)، مؤكِّدة أن السعة الإجمالية المسموح بها للحشود ورفع الإجراءات الاحترازية لأعلى مستوى ترتبطان بشكل كبير بالحد من تفشي عدوى كوفيد-19.
مناهج علمية لتقييم القرارات
أوضح الدكتور حمد الجسمي- مدير مركز الإمارات لأبحاث التنقل بجامعة الإمارات " أن تقنيات النمذجة والمحاكاة التي طورها المجتمع العلمي على مر السنين تتيح لصانعي القرار والسياسات تنفيذ التقييم الكمي الأمثل أثناء مرحلة التخطيط لإدارة الحشود في مثل هذه المناسبات لرفع مستوى التدابير الوقائية وهذا يتوافق مع رؤية وزارة الحج في تحديد الأعداد المسموحة وتقنينها ورفع الإجراءات الاحترازية لأعلى مستوى مما يحقق اعلى مستوى لسلامة الحجاج وصحتهم. حيث يظهر جلياً الدور الأساسي القيادي لوزارة الحج بالمملكة العربية السعودية في تنظيم إدارة الحشود في الحج والعمرة وتطوير العمليات المرتبطة به.
وركَّزتِ الدراسة على استخدام مفاهيم الذكاء الاصطناعي، المتضمنة نمذجة ومحاكاة شعائر الحج مع الانتشار المحتمل لكوفيد-19، وتقييم تأثير إجراءات التحكم والتدابير الوقائية على تطور العدوى في الحج، في إطار خدمة بيت الله الحرام وتنظيم إدارة الحشود في مناسك الحج والعمرة بما يواكب التطور التقنيَّ في التعامل مع مستجدات انتشار الفيروس.
متابعة إدارة الحشود
وعكف الفريق البحثيُّ المكوَّن من باحثي جامعة أم القرى، وجامعة الإمارات، وجامعة أوهايو، والمعهد الهندي للعلوم، على دراسة آلية آنية لمتابعة إدارة الحشود والإنذار المبكر للمخاطر بمحاكاة الواقع من خلال تطوير نماذج محاكاة تنبؤيَّة في مختلف حالات شعيرتي الطواف ورمي الجمرات، مع مراعاة القيود المكانية وانسيابية حركة الحشود والتدابير الوقائية المتمثِّلة في فحص أعراض الإصابة مع تطبيق التباعد وارتداء قناع الوجه؛ لتقييم تأثير الإجراءات الاحترازية على معدل انتشار العدوى، والمساعدة في اتخاذ القرارات للحد منها.
يُذكَر أن المشروع البحثيَّ حقَّق مؤخَّرًا الفوز على مستوى السعودية في مسار مشاريع إدارة حشود ضيوف الرحمن؛ ضمن مبادرة التعاون الدوليِّ في البحث والتطوير التي أطلقتها وزارة التعليم لدعم الجامعات للتعاون مع الشركاء الخارجيين من الجامعات الدولية في منظومة البحث العلمي، كما تم نشر مخرَجات هذا البحث في مجلات علمية دولية مصنَّفة.