ندوة لمجلس حكماء المسلمين على المسرح الرئيسي لمعرض العراق الدولي للكتاب

ندوة لمجلس حكماء المسلمين على المسرح الرئيسي لمعرض العراق الدولي للكتاب

نظَّم مجلس حكماء المسلمين ندوةً رئيسيَّة على مسرح الندوات الرئيسي بمعرض العراق الدولي للكتاب، تحت عنوان: «الحوار الإسلامي الإسلامي: وحدة التنوُّع ومسؤولية البناء المشترك»، بمشاركة أ. د. عامر شاكر الجنابي، رئيس ديوان الوقف السني بجمهوريَّة العراق، وأدار الندوة د. سمير بودينار مدير مركز الحكماء لبحوث السلام . 

 

واستهلَّ د. سمير بودينار الجلسة بكلمات ترحيبية حملت تقديرًا للحضور وللقيمة الفكريَّة التي يمثلها هذا اللقاء، مؤكدًا "في هذا العرس الثقافي الكبير، وفي بلد الحضارات والعلماء، نجدِّد الحديث عن الحوار وتجربة العراق الاستثنائيَّة في إدارة الاختلاف، فهي تجربة تستحق أن تُقرأ وتُضاء جوانبها الكبرى"، مشيرًا إلى أن الحوار ليس شعارًا خطابيًّا، بل ضرورة حضارية لضمان بقاء المجتمعات قادرة على الإبداع والنهوض رغم تعدد الرؤى والمدارس الفقهية والكلامية . 

 

بدوره، أعرب د. عامر الجنابي عن شكره وتقديره لمجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مؤكدًا أنَّ وجود المجلس في فضاء ثقافي مفتوح مثل معرض العراق الدولي للكتاب هو انتقال بالحوار من النخب إلى الجمهور، وقال: "يُسعدُني أن أكون في هذا الفضاء الرحب الذي يجعل من معرض العراق الدولي منبرًا للحكمة لا للكتاب فقط. موضوع الندوة ليس ترفًا فكريًّا، بل جاء بعد أن فاض الكيل بهذه الأمَّة من صراعات وأزمات وتحديات" . 

 

وتوقَّف الجنابي عند الجذور القرآنية للحوار، مؤكدًا أنَّ الحوار أصل راسخ في تاريخ الرسالات لا يُلغيه اختلاف المدارس والمذاهب بل يحتضنه ويوجهه، مشيرًا إلى أن تاريخ الأمة الإسلامية شَهِدَ تفاعلًا بين مدارس الفقه والكلام والفلسفة، وأنَّ التنوُّعَ كان محركًا للعلم لا سببًا للانقسام، مشددًا على ضرورة تحويل هذا التنوع إلى مصدر قوة من خلال العلماء والمؤسسات الدينية التي يقع على عاتقها بناء الوعي وإدارة الاختلاف . 

 

وأضاف أنَّ أساس وحدة الأمة هو الاتفاق على الأصول فيما يُتركُ مجال واسع للاجتهاد في الفروع، وهي سنَّة تاريخيَّة رسَّخها الأئمة الذين اختلفوا فكرًا واتفقوا قلبًا، لافتًا إلى أنَّ العلماء مسؤولون عن تقريب الأفكار وتوسيع المساحات المشتركة، وإشراك الشباب لتأسيس جيل مومن بأنَّ الاختلاف رحمة وليس عيبًا".

 

وأوضح رئيس ديوان الوقف السني أنَّ الإقبال على التعليم الديني يشهد ارتفاعًا كبيرًا، وأنَّ تطوير المناهج وإعادة قراءة التراث بروح جماعية هو الطريق الأمثل لوعي ناضج، مضيفًا: "التعليم الديني اليوم ليس كتبًا صفراء كما يُصوَّر، بل هو منظومة تتطور بتطور المناهج والأدوات، لدينا مئات المدارس التي تستقبل طلابًا من خلفيات متعددة، وكل عام يزداد الإقبال بصورة لافتة".

 

وختم الجنابي بتأكيد أنَّ العراق تجاوز محنًا كادت تمزقه لكنه نهض بفضل العلماء والمثقفين وحمَلة الوعي، وقدم درسًا للعالم في إمكانيَّة البناء بعد الانقسام.

 

وحرص رئيس ديوان الوقف السني على زيارة جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب؛ حيث أشاد بما يشهده الجناح من تنظيمٍ متميِّزٍ وما يقدِّمه من إصدارات فكرية وثقافية متنوعة، داعيًا الطلاب والأساتذة والعلماء والمثقفون إلى زيارة الجناح للاستفادة مما يقدِّمه من محتوى فكري وثقافي ومعرفي.

 

ويُشارك مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم 16 - H6 .

 

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;