بستان الحياة التي أثبتت الأيام أنه بالفعل بستان ؛ لكن
ليست مليئه بالزهور الناعمة التي تفوح بالرائحه العنبرية الجميله؛
بل بستان يعج بالأزهار البرية الجارحة المسالك كلها اشواك مدببه الحواف.
قد يغريك مظهرها الفتان الجذاب ،وتبهرك ألوانها الزاهيه البراقه وتخطف عينيك.
ومجرد أن تستجمع شجاعتك وتتجرأ وتبدأ في السير والتعمق في طرقاتها وترسم الآمال والأحلام علي ضفافها
حتى تكشر عن انيابها وتُكرم ضيَّافتك بالتهامك وإصاباتك المتنوعة
الأشكال والألوان بأشواكها ولا تبخل فتجود عليك بلسعاتها غير المتوقعه
لتحيا صراعات داخلية عديدة تأخذ من رصيدك النفسي والصحي وتقضي علي مخزون صبرك وقدرة احتمالك .
كثيرا ما اهمس في صمت ؛ لقد انفرط عقد العمر؛ ونبضاته تخفق في هدوء ؛ وغالباً ماتعلن عن فرصة جديدة بالحياه ؛ ودعوة صريحة للتفكير من جديد في ماكان وما أبتغي أن يكون إن شاء الله .
لكن هل هناك داعٍ لهذه الضوضاء من حولنا ؟! ..
؛ الهث بإستمرار متعجله لاكتشاف لغزالحياة الغامض..
فقد مرت السنين وتفاوتت الأرقام ، وتزايدت الأعداد في خَط الزمن بعمري؛ وها أنا أستبشر خيرا بالقادم ، وينبئني حدسي بانتظاره وان لي خيراً فيه .
لا أعرف من أين لي بهذا التفاؤل؟ لكنني تغافلت عن الإجابة مع سبق الإصرار والترصد كما اعتدت دوما ؛ فأنا من الذين يؤمنون بالتمسك بأية قَشَّة أمل مهما كانت وكيفما بدت غريبة!
صحيح أنه لا أفكار منطقية لهذه الثقة ، ولا هناك علامات تشير لبوادر براح ؛ فكل أحلامي لم تتحقق إلا أنصافها وغيرها مازالت صفحات سطرتها بكرَّاسة الأمنيات والأهداف ...
و مع هذا كلّه وغيره من معوقات ..إلا أنني مازلت أعضّ بأضراسي على انامل الأمل والتفاؤل داخلي.
أتحايل وأُراوغ مع "معترك الحياة" أو كما اسميتها "بستان الحياه"
توصلت إلى منطق قوي ورؤية مختلفة لتكمله مشوار حياتي المتبقي في الجدول الزمني لعمري .
تعلمت ان التجاهل فنّا ، وأصطحبت التغافل صديقاً ؛ وتمسكت بالصبر والصمود وكان قراراً إلزامياً قويا ، واللجوء لله اقوي مهدئ نفسياً ومعالجاً روحياً .
وكما تعودنا من الحياة انها لا تمنحنا الفوز والنجاح بلا مقابل ؛ فلا بد أن تدق الدفوف فوق رؤسنا ، و تدير العقول وتلفها وتصيبها بصخب وضوضاء جمع مابين النغم الجميل الهاديء باللحن المدوي الصاخب مما جعلنا نؤمن ونسلم بانه يلزمنا التسلّح بالثقه والإيمان ومداومة مقومات بقاءه وتقويته وتحقيقه ومجابهة صفعات الحياه بروح هادئه وقلب عنيد لا يستسلم .
عقدت العَزم على استقبال نَسمات كل يوم جديد بإبتسامه مُشرقة تُتحدي الخيبات وتوزع الأمل لنجاحات مأموله ونَظرة زاهيه مشرقه تلين جمود وصلابه الأوقات السوداويه؛ومسح جبين الروح بأمل المنح القادمه
وكانت المواصلة والاستمرار في طريقي؛ والعمل علي التَّغيِير والإصلاح لذاتي اهم قرار.
"العمر نبضه وماضاع منه لن يعود فلنتأني فيما تبقي"