انطلقت صفاره القطار الذي كانت تستقله إيمان معلنا عن بدء الرحله الي بلدتها الصغيره وانطلق معه عنان فكرها لتسبح داخل عقلها وتفتح تلك الغرفه الصغيره التي تحمل بعض من ذكريات الطفوله السعيده الذي كان يحمله ذلك الشتاء الجميل عندما كانت طفله في المرحله الابتدائيه .
فقد نشأت إيمان في اسره صغيره مكونه من ثلاث بنات وفاء وحنان واصغرهن إيمان كان والدهن يعمل موظفا في احدي المصالح الحكوميه ووالدتهن تعمل كمعلمه في احدي المدارس الحكوميه إلا ان ابيهم آثر ان تدخل بناته مدرسه خاصه كي لا يتاثرن بوجود والدتهن كمدرسه في نفس المدرسه .
كانت ايمان واخواتها يستقلان اتوبيس المدرسه في ذهابهم وايابهم .
وقد ذهبت ايمان بذاكرتها الي ذلك اليوم الذي تذكره تماما كما لو كان يوم امس عندما كانت تجلس علي احد المقاعد في الاتوبيس وكان يجلس في المقعد المقابل زميل لها يدعي احمد ينظر اليها بنظرات بريئه ولكنها كانت تحمل شئ ما ، شئ اشعرها بالخجل فاحمر وجهها ونظرت الي الارض غير قادره ان ترفع عينيها .. الي ان وصل الاتوبيس الي المدرسه فاسرعت مهروله بالنزول لتختبئ وسط زميلتها اللأئي كن ينتظرنها داخل فناء المدرسه .
وانقضي اليوم الدراسي بسلام واستقلت ايمان الاتوبيس في رحلة العوده الي المنزل وعند نهاية طريق العوده وقفت ايمان لتقترب من باب الاتوبيس ممسكة بيد المقعد لتستند عليه فإذ بيده الصغيره تمسك بيديها وهي لا تستطيع الافلات .
وعادت ايمان لترتجف وعلا وجهها حمره شديده من شدة الخجل وتسمرت كما لو كانت لا تستطيع الحراك الا انه حين توقف الاتوبيس اسرعت لتسحب يدها بقوه وتنزل مسرعة وهي تنظر الي الأرض خجله .
وصلت ايمان الي المنزل فرحه لا تعي ماذا حدث او لماذا هي فرحه و تولد لديها شعورا جديدا لم تفهمه حينذاك ولكنه ظل داخلها كبصمه لا تستطيع محوها .
افاقت ايمان من مخيلتها اثر توقف القطار في احدي المحطات لبعض الوقت ، ثم عاد للتحرك بينما اخذت ايمان هاتفها الجوال لتتصفح من خلاله بعض المواقع الاخباريه وموقع التواصل الخاص بها .
وبينما هي تتصفح فيه وجدت ايمان قصه استوقفتها لطفل يدعي عبد الرحمن قام بتقبيل زميلته في الصف الثاني رياض اطفال فقامت الدنيا وما قعُدت .
توقفت اعين ايمان امام هذا الحدث وكاد عقلها ان يتوقف فهي لا تستطيع ان تصدق ما تقرأه وتوالت الاسئله برأسها
ماذا حدث في المجتمع ؟
وكيف تغتال برأه الاطفال بهذه القسوه ؟
اين يمكننا ان نحصل علي التعليم وما معني تربيه ؟
واسئله اخري كثيره لا تجد لها اجابه .
توقف القطار للمره الثانيه ليعلن وصول الرحله الي محطتها الاخيره ، مدت ايمان يدها لتسحب شنطه سفرها وتكمل مسيرتها ومعها اجمل ذكرياتها واحلي ايام حياتها ومازالت الاسئله تراودها.
تري هل ستجد ايمان اجابه منكم علي تلك الاسئله وغيرها ؟ ام سيتوفف الحديث عند هذا الحد ؟