الحج هو الركن من أركان الإسلام قال الله تعالى : ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )
وقال النبي: صل الله عليه وسلم : 《 بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا 》
والحج فرض عين على كل بالغ عاقل مستطيع
والحج يجب في العمر إلا مرة واحدة والنافلة لا حد لها لم استطاع .
من حديث جابر مرفوعًا: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قيل يا رسول الله: ما بر الحج؟ قال: (إطعام الطعام، وإفشاء السلام) .
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
الحج يصلاح الأخلاق وتهذيب السلوك قال الله عز وجل : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)
وفسر النبي صل الله عليه وسلم برّ الحج بأنه" لين الكلام وإطعام الطعام" فإننا نجد لذلك أثرا عظيما في سلوك كثير من حجاج بيت الله فيحرصون على أن يكون حجهم مبرورا فيلينون بين أيدي إخوانهم ، ويتحملون منهم من التصرفات والأفعال والأقوال في الحج ربما لا يحتملونه في غير الحج حتى إنك ترى الرجل أثناء إحرامه يحرص على تجنب الجدل والمراء لقول الله تعالى : ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
و لا يرد الإساءة بمثلها وهو نفسه الذي لو أوذيَ أو أُسيء إليه قبل تلبسه بالإحرام لثار ورد ونتقم لكنه أثر العبادة على خُلُقه وسلوكه .
ولو أن المسلمين استلهموا هذه الروح واستشعروا هذه الغاية من عباداتهم في كل أحوالهم لتحسنت الأخلاق كثيرا ولنعم المجتمع المسلم وعم الحب والمودة والرحمة لكن الواقع المُشاَهد يجعل العبد يوقن بأن بعض الناس ربما استفاد لحظيا أو وقتيا من أثر عبادته لكن الأثر لم تكن له صفة الدوام والاستمرار .
وياليت هذا الخلق والسلوك النبيل يطبق في الحرم وفي غيره لان الهدف من تشريع العبادات في الإسلام تزكية النفوس وتقويمها ونهيها عن غيِّها والابتعاد بها عن مساوئ الأخلاق وسفاسف الأمور .
والحج لا يفقر بين غني ولا فقير فالكل يرتدي نفس الثياب ( القماش دون مخيط ) ليعلم الجميع اننا دخلنا هذه الدنيا بهذه الثياب وسنخرج منها بنفس الثياب فالفائز من خرج منها فائزا بجنات الخلد .