العقل والنقل والنقل والعقل وأيهما أفضل العقل بدون نقل أم نقل بدون عقل معادلة قد احتار فيها الفلاسفة والحكماء قديما وحديثا ونحن عن قرب فى كل ما وصلوا اليه من أحكام فى هذا الشأن الذى حير كل العقول ولكننا نرى غير هذا مع معتقدنا الاسلامى فلا عقل بدون نقل ولا نقل بدون عقل والطفل يولد فى بيئتنا العربية الاسلامية يكتمل عقله بكل نقل مقلد امامه من الأسرة ومن المجتمع وهو كثير السؤال فى هذه المرحلة العمرية الأولى وكل ما يقال له يحفر فى ذاكرته وفى قلبه وفى البئات الأخرى التى تعتقد بغير معتقدنا نفس الايجابات لأسئلة الأطفال اذن فالنقل مع ميلاد الطفل وميلاد عقله هو المعلم الأول فكيف نفصل العقل عن النقل هذا غير وارد فى الجنس البشرى المخلوق بيد الله سبحانه وتعالى ذلك المخلوق الذى يتحرك شمالا وجنوبا ويجوب كل الدنيا بهذه النفخه الربانية فيه كيف ينفصل العقل عن النقل وهو من الثوابت فى كل جنس البشر فالمكتسب من العلم ان كان مجتمعيا أو بيئيا فهو فطريا أى فى فطرة الانسان قد علمه الله من سبع سموات ولا ريب ولا شك فى ذلك على الاطلاق نعم وهذه هى الحقيقة الثابتة من خلق أدم الى فناء كل هذا الكون بمن فيه فالذين ينادون بفصل النقل عن العقل ينادون بفصل الروح عن الجسد ولا قول لنا غير هذا فى ذلك الموضوع الهام والهام جدا والذى يخص بيئتنا العربية ومعتقدنا الاسلامى نعم نزلت كثير من أيات القرءان الكريم تحضنا على الفكر والتأمل والنظر فى الكون مع النقد ولكن النقد البناء لا الهدام الذى يهدم المعتقد بل يهدم الروح فى الجسد حتى يهلك الجسد بعيدا عن كل ايمان ونجد أن المستشرقين أمثال رينان وغيره من المرضى النفسيين قد اتهم ديننا بالجمود الفكرى ولكن قام علماءنا بالرد عليه وتفنيد كل أرائه فى هذا الموضوع بالزيف والكذب وذكروا معظم الأيات التى تأمر المسلم بالعلم وبالتفكر والنظر فى كل شىء يخص البشرية والعقل أيضا مربوط بحواس محدودة كالعين والأذن والتذوق والتفكر ولكن عندما يكون بين أيدينا معتقد وخاصة معتقدنا الاسلامى فهذه نعمة جليلة نتمسك بالنقل ونعمل فيه كل نظر وفكر كى نصل الى السمو والكمال الروحانى نعم من تمسك بتعاليم الاسلام وطبقها كما ينبغى فهو أهم من سقراط وأفلاطون وأرسطو وكل حكماء العالم مجتمعين نعم المؤمن الصادق فى ايمانه أهم من هؤلاء جميعا مجتمعين ولا غرو ولا ريب ولا شك على الاطلاق فالذى خلق النفس البشرية هو الأعلم بها وبدقائقها وبكل ما يسعدها وكل ما يشقيها نعم هذه هى الحقيقة وان كان هذا الموضوع قد شغل الغرب طويلا فهو بسبب سوء معتقدهم لأنه ومعروف لهم وللجميع انه من وضع البشر ولكن ما وضعه الله فهو أسمى وأشرف مما وضعه هؤلاء البشر وهذه القضية قضية قديمة جدا وثبت فشلها فكريا بين الخاصة والعامة على السواء ولا سبيل للبشرية بدون العقل مع النقل لأن وباختصار شديد النقل و العقل لا يمكن بأى حال من الأحوال الفصل بينهما فلا عقل بدون نقل ولا نقل بدون عقل والاثنين هما المدينة الفاضلة التى سعى لها القدماء قديما ولم يصلوا لها بدون معتقد صادق سليم .