العراق بالطريق الصحيح اليوم بكل مكان هناك من احب الوطن الذي هو الناس وكبر معه . ومن احب نفسه فكان اناني كسب القليل وأضاع باقي العمرذليل . الدكتور المهندس زيدان الدليمي من العراق الشقيق نموذجاً في سابقة يستفز لها الأمل الذي طال خموله، ويستنهض الإنسان روح البهاء، بعد عمر كئيب طمطم طواله الحزن على جذوة التفاؤل؛ فعادت تتأجج من جديد، كالصبح إذا تنفس من بعد ليل عسعس. نقرأ خبراً نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك (الشركة العامة لتوزيع كهرباء الشمال ) التابعة لوزارة الكهرباء في العراق حيث أعلنت عن "إبرام ثلاثة عقود مع (شركة أور العامة) وهي من تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن، وبقيمة مليارين وثمانمائة مليون دينار عراقي - أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف دولار - لتجهيز شركة الكهرباء بأسلاك مختلفة الاحجام". هنا أريد أن الفت الانتباه إلى المدير العام لشركة توزيع كهرباء الشمال وهو الدكتور المهندس (زيدان خلف خضر الدليمي) الذي كسر القاعدة وأعاد لوجه العراق والوطن دبيب ابتسامته. إذ كان من المتوقع في ظل عجلة الروتين الفاسدة ان يحال لشركة اجنبية وبالتالي مواد ذات جودة واطئة في أفضل الأحوال، والمضي في تخريب الوطن بأيدي أبنائه. إلا أن الدليمي استطاع أن يعيد الأمور إلى نصابها في محاولة تاريخية تكتَب له، حيث أحال العقد لشركة عراقية؛ ليضرب عصافير كثيرة بحجر واحد، فيحافظ على الثروة الوطنية، ويشغّل أيادٍ عراقية، ويديم بنى تحتية وطنية، ويجفف منبعاً من منابع الفساد، ويحرم الطبقة المخملية الفاسدة من ترف ألمّ بها وتخفى عن الذكر. لدرء الإطالة لن أتحدث عن مدينة الموصل الشامخة التي ستستفيد من المشروع، وتتعزز بناها التحتية على يد ابنها البار الذي بيّن - كما جاء في الخبر - أن "شركة أور العامة فخر الصناعة العراقية، إذ سبق واطلعنا على خطوط ومراحل الانتاج بقيمة مضافة تصل الى ١٠٠٪ خصوصاً وأن المواد التي تصل الى هذه الشركة اولية بحتة ومراحل الانتاج تجري تحت سقائفها"، مؤكداً ان هذا المنتوج "فخر الصناعة العراقية وتطوره ونجاحه سيسهم في رفد الشبكة الكهربائية بكل ما تحتاجه"، متطلعاً "لتعاون مثمر اخر". لو كنت وزيراً للكهرباء أو الصناعة في العراق الشقيق لكرمت الرجل على دفعه عجلة الوطن إلى أمام في زمن تساهم الأغلبية فيه بقهقرة العجلة، ولن أكرمه ليرتقي بالشهادة، بل ليُذكر اسمي بجانب اسمه كي تقرؤه الأجيال القادمة التي ستبحث بدقة عمن رفع الحيف عن العراق العظيم. أما رب العزة جلّت قدرته فهو يعلم بما يفعله عباده المؤمنون.