الشاعر التونسي حسين زغباني شاعر الأسبوع 

الشاعر التونسي حسين زغباني شاعر الأسبوع 

رغم أن الشعراء لم يتعودوا عن النبش في المزابل . تمكنت تونس من تعليمهم هذا النبش . ومن زمن أبو القاسم الشابي الشاعر الشاب حتى الموت. إلى زمن الربيع العربي الشاعر الشاب حتى الموت . والأمة العربية ترسل أبنائها الشعراء نحو المزبلة. ليعودوا إليها وقد أحسنوا تشخيص لسان العرب ووصفوا النص . وفي هذا الأسبوع نحن إخترنا الشاعر التونسي حسين زغباني ليروي لنا قصيدة المزبلة .
قصيدة: مزبلة
يا سادتي يا مادتي ، لا مُشكلة 
إذا أتت قصيدتي مُستعجلة 
إذا حروفي لم تجد نِقاطها 
فصار هذا العري يبدو مهزلة
فهل تُراني زدتها تحررا ؟؟
ما عاد يعني أمرها و المسألة 
لا ، ما أنا بمثل هذا أبدا
و ما رضيت أن أكون مرحلة 
أم هل تُراني زاهدا في عيشة 
فانية ، و القلب مات من وله ؟؟
اليوم ألقي حرقتي أمامكم 
فالحمل هذا متعب لأحمله
خرافتي عن ثعلب في حقلنا 
ترصد الدجاج حتى ذله
عن نعجة وديعة سترضع الحمل 
لذئب جائع فيأكله
ثعلوبنا ،، أو ذئبنا ملون 
في كل مرة ببدلة مذهلة 
يصول في حقولنا بنشوة 
و يقتل الدجاج دون بلبلة 
فنخرج الصباح نلقي نظرة 
يااه ، ريشنا ؟؟ و نختنق بالأسئلة 
فنضرب الأكف بعضها ببعض 
ليس حسرة ،، بلى ما أجمله 
خرافتي يا سادتي على ربيع 
عربي و قصة محنكلة 
أحداثها تشاجرت ، تشعبت 
في الأرض تبدو كالخبيث موغلة 
إن كسروا ابوابنا ،،إن هدموا ديارنا 
او ضيعوها البوصلة 
إن شردوا أطفالنا إن هربوا أموالنا 
و بهذلونا بهذلة 
إن هجروا شبابنا إن ذبحوا نساءنا 
و لم تكن مقبلة
إن هربوا بترولنا ، إن جردوا ثوراتنا 
و جاملوا مجاملة 
إن قيدوا أحلامنا أو كبلوا أفكارنا 
و نحن مثل الفيلة 
نأرجح الرؤوس ، و نعلن الطقوس 
بأرجل مكبلة 
نحاول الفرار من أقدامنا 
من ظلنا بضحكة مسترسلة 
لا مشكلة 
المشكلة 
في أننا نضايق الشجر 
فقط كنبتة مطفلة 
المشكلة 
في أننا نخاتل الزمان 
ثم ندعي ما أنذله
و نشرب الدماء من شرياننا
بلهفة ، لكي تعيش السرولة 
سيشهد التاريخ للأجيال 
إن بقيتم كجثة مجندلة 
يا أمة تغلغلت في جهلها 
و فاتها بأنها مغفلة 
خرافتي أطوارها في حلقة ثانية 
طبعا و بعد الحمدلة 
عن وطن تحكمه العجائز 
و الشعب ظل غارقا سبهللا 
فأنت يا رئيسنا ،، و تاجنا 
يا هيبة لدولة مبجلة
علمت في طفولتي يا سيدي
ان الحياة تنتهي بزلزلة
و العمر حين يبتدي برحلة 
يصير في الأعقاب دوما أرذله
عن نخبة في مجلس تراوغ 
المسكين كي تمثله ، لن تخذله 
فلتنعموا بعيشة راضية 
و نحن يا ... بأدمغة معطلة 
تلفازنا .. إعلامنا ... ما دنس الحقائق التي بدت مكحلة 
سندفن الرؤوس في قمامة 
من زندقة و نستلذ الأخيلة 
إيه مثلا ... الحلم هذا ثابت 
و قصتي كئيبة مكتملة 
عجوزنا تبول في حفاظها
لتظهر البلاد لي مبللة 
فنزرع الأحلام في جلبابها 
سيورق الحفاظ مثل السنبلة 
فلتسعدي يا أمتي بصابة 
و لتهنئي أيتها المدللة 
و لتشربي أيتها الشعوب كأس علقم 
و لتأكليها الحنظلة 
من خشية الصهيون بات جاثما 
في ارضنا .. في عقلنا ..كالقنبلة 
و قدسنا ترقبت جيرانها 
فبددوا أحلامها المؤجلة 
و لتنهلي من وردة .. من نحلة 
و قدسي أعلاه ... لا بل أسفله 
و يا حروفي لا تجودي مطلقا 
ما دامت الأحرار وسط المزبلة 
يا هابتي .. يا هابتي قولي معي 
يا صابتي تحيى شعوب المزبلة 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;