روى في الأثر أنه جاء رجل للإمام الحسن البصري رضي آلله عنه يشتكي له قائلا : -
إنِّي أشْكو الفقر ! فقال : اسْتَغفر الله تعالى ،
فجاءه رجل آخر : وقال يا إمام إنَّ زوجتي لا تُنْجب ! فقال : اسْتغفر الله ،
وجاء رجل ثالث فقال : يا إمام ، إنّا نشْكو قحْط السماء فقال : اسْتغفروا الله ،
فقال بعض من حضر هذا الكلام : يا إمام ، أو كُلَّما جاءك رجل وشكا لك همَّه تقول له : اسْتغفر الله ؟! فقرأ عليهم قوله تعالى :
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12)﴾
( سورة نوح )
وقال تعالى :
﴿ وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا(16)﴾
( سورة الجنّ )
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96)﴾
( سورة الأعراف )
فهذه كلّها مُعالجات من الله ،
فالاستغفار هو الهدف ، والتَّوبة هي الطريق ،
وإذا فعلتم هذا يُمَتِّعنا الله تعالى متاعًا حسَنًا ، فإذا لم يفعله المجموع ، وفعله واحدٌ فقط فإنَّ هذه الآية تُصيبُهُ ،
هذه الآية كلام الله وكلام خالق السموات والأرض ، وكلام من بيَدِهِ كلّ شيء ، قال تعالى :
﴿ وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا ﴾
( سورة هود )
يُمَتِّعك بِصِحَّتك ، ويُمَتِّعُك بِزَواجِك ، ويُمَتِّعُك بأولادك ، ويُمَتِّعُك بِعَملك ويُمَتِّعُك بِمَكانتك ، تسْعَدُ ، وتُسْعِد ، تُرْضي ، وتَرْضى .
على مستوى جماعي وفردي ،
وإذا كان الناس في غفلة فَكُن أنت في صَحوَة ، إذا كان الناس في جَهل فَكُن أنت على عِلْمٍ ، وإذا كان الناس في ضَياع فَكُن أنت على هُدَى ، إذا رأيْت أُناسًا غارقين في مِياه آسنة ، وأنت نظيف مُعافًى من هذه المياه الآسنة ، فهل تقول : ما دام الكل في هذه المياه الآسنة ، فلا بدّ أن أُشاركهم !
هذا حُمقٌ وغباءمن الإنسانٌ ..يقول الله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105)﴾
( سورة المائدة )
إذا لم يتب الناس ، ولم يستغفروا كان عليك أنت أن تتوب وتستغفر ، فإذا فَعَلْت قيَّض الله لك حياةً خاصَّة لا تنتمي إلى حياة الآخرين ،
فالناس في قلق وأنت في طمأنينة ، والناس في ضيق وأنت في بَحْبوحةٍ الناس في خوف ، وأنت في أمْنٍ ،
الناس في شيءٍ يشْغلُهم ، وأنت خالي البال .