الرسول ومعية الله

الرسول ومعية الله

إن الله عز وجل مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وهذه معية عامه من الله سبحانه وتعالي لعباده المتقين والمحسنين، وأما المعية الخاصة فهي من نصيب مصطفانا وقائدنا ومعلمنا ومرشدنا وهادينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض الأنبياء، والأولياء، والصالحين وتكون هذه المعية بالنصر، والتأييد، والتوفيق، والمحبة، والإلهام، فالله تعالى ينصر أنبياءه، ويؤيد رسله، ويوفقهم لما فيه الخير، ويلهمهم أن يعملوا ما فيه الصلاح لهذه الأمم كلها والله سبحانه وتعالى أشار في القرآن الكريم إلى هذه الخصوصية في قوله تعالي " لا تحزن إن الله معنا " وعندما نصر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلي الله عليه وسلم وهو في غار ثور أيّده بجنود وقد قال " وأيده بجنود لم تروها" وكلمة جنود هنا نكرة.

والنكرة تفيد التعميم، ومعنى ذلك أن الجنود الربانيين يتعددون كثيراً ويتنوعون، فمن جند الله تعالى الملائكة الذين أرسلهم تأييدا للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى وفي غزوة حُنين، فقد كانوا يقاتلون معه صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه، حتى أنه صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه أمين الوحي جبريل عليه السلام بأنه يقاتل على النقع أي الغبار المتصاعد في أرض المعركة وعليه عمامة سوداء، وكذلك فإن من جنود الله تعالي هو الرعب، حيث يقذفه الله تعالى في قلوب الأعداء، فإذا تزلزلت قلوبهم وخافت فإنهم يضعفون ويجبنون أمام لقاء المؤمنين، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن بعض الخصائص التي خصّه الله عز وجل بها عن سائر الأنبياء يقول " نصرت بالرعب" متفق عليه.

فالرعب كان أحد الجنود الأقوياء الأشداء الذين دعم بهم الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكما أن من جملة الجند هي الرياح العاتية التي زلزل الله تعالى بها خيام الأحزاب من المشركين في غزوة الخندق، فجاءت الريح قوية خلعت خيامهم، وألقت قدورهم، فما كان منهم إلا أن انصرفوا خاسرين ذاهلين مما أصابهم من الرياح الشديدة، وإن معية الله سبحانه وتعالى يمكن أن ندركها جيدا من خلال هذه المواقف من خلال حياة نبي الله موسى عليه السلام وحياة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة عندما كان في الغار مع الصحابي الجليل أبي بكر الصديق وقال له صلى الله عليه وسلم " لا تحزن إن الله معنا " وإن معية الله تعالى يمكن أن تكون عامة، شاملة لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم.

وهي تعني أن يكون الله عز وجل مع خلقه بعلمه ومشيئته، وإحاطته ونفوذ أمره، وقدرته وقهره، لا يغيب عنه شيء ولا يعجزه شيء, وكما أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، رسالته عامة لجميع الناس عربهم وعجمهم وإنسهم وجنهم، وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الملقن رحمه الله ومن خصائصه أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة، وأرسل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والأنس، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته، ولنبينا صلى الله عليه و سلم ثواب التبليغ إلي كل من أرسل إليه تارة لمباشرة البلاغ وتارة بالنسبة إليه ولذلك مَنّ عليه الله عز وجل فى قوله تعالى فى سورة الفرقان " ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا" ووجه المنة أنه لو بُعث في كل قرية نذيرا لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته.

الكلمات المفتاحية الرسول الله

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;