أصبح استخدام مفهوم أزمة شائعاً على جميع الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية حتى الفرديه، وقد ازداد الاهتمام بإدارة الازمات في عصر الاسلحة ذات التدمير الشامل فأضحى هناك ارتباط قوي عند إدارة الازمات وهو ما أدى بطبيعة الحال الي التوصل الي تحقيق مصالح استراتيجية تتوقف على مدى التوصل لأكبر قدر من المصالح المشتركة وبمهارة عالية دون اللجوء الي استخدام قوة عسكرية كما شكلت الحرب الباردة مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، اتسمت بإعادة بناء العديد من المفاهيم التي كانت متواجدة منذ قدم البشرية ومنحها الأولوية في الخطابات السياسية لارتباطها المباشر بالظواهر الدولية، ومن بين الكم الهائل من هذه المفاهيم نجد "مصطلح الأزمة" والذي يُعد من المصطلحات الأكثر استخداماً في عصرنا الحالي الذي يمكن وصفه بعصر الأزمات، فأزمات اليوم مست كل جوانب الحياة وأضحت متواجدة على الكافة المستويات، سواءً الفردية بمواجهة الفرد لأزمات نفسية واجتماعية في حياته اليومية، أو على المستوى الوطني بمواجهة الحكومات والمؤسسات لأزمات سياسية واقتصادية، وكذا على المستوى الدولي ببروز ما يُعرف اليوم بالأزمات الدولية ذات الامتدادات العابره للقومية وهو ما تم تناوله بالشرح والإيضاح من قبل اللواء الدكتور صفوت صادق المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ضمن فعاليات البرنامج التدريبي ”الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي“ الذي تقدمة الادارة المركزية للتدريب بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية لأربعين من مديري الادارات العامة والإدارات الوسطى بقاعة سعد الدين وهبة . ثم كانت ثاني محاضرات اليوم حول الامن المائي حيث اوضح اللواء أركان حرب سمير بدوي مستشار كلية الدفاع اهتمّام الإنسان بموارد المياه منذ قَديم الأزل لاعتماده عليها في استمرار حياته فكان يبحث دائماً عن المَناطق التي تتوفّر فيها المياه ليستقرّ بها ويبني حضارته، وعمِل على تطوير الأدوات والمعدّات التي تُمكّنه من استغلالها بالشكل المناسِب
والأمن المائي عبارة عن كميّة المياه الجيّدة والصالحة للاستخدام البشري المُتوافرة بشكلٍ يُلبّي الاحتياجات المختلفة كماً ونوعاً، مع ضمان استمرار هذه الكفاية دون تأثير، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال حسن استخدام الموارد المتاحة من المياه، وتطوير أدوات وأساليب هذا الاستخدام، بالإضافة إلى تَنمية موارد المياه الحالية، ثمّ البحث عن موارد جديدة كما يرتبط الأمن المائي بالأمن الغذائي فكلاهما يؤدّيان إلى بعضهما البعض، ونقص كميّات المياه الصّالحة لاستِخدام البَشر يؤدّي إلى الإضرار بالأمن الغذائي والأمن القومي للدّول نتيجة اعتِماد الأفراد والمؤسّسات على المِياه في الأعمَال .