قيل منذ القدم "صحة الإنسان تبدأ من الفم، وراحته تبدأ من القدمين"، وعندما نتمعن في معنى تلك المقولة نجد أن الفم هو بوابة أحشاء الإنسان التي تستقبل الطعام والشراب ليبدأ رحلته إلى أحشاءه الداخلية ولكن بوابة العبور يصطف بها يمينًا ويسارًا جنود لا تسمح بالعبور إلا عن طريقها تقوم بمضغ وطحن ذلك الطعام قبل أن يصل إلى الداخل، ولذلك يجب الاهتمام بصحة الجنود أولئك حتى تصح بقية الأعضاء، ومن هنا تجري وتسعي الجريدة نحو الحقيقة "اتجاه" هذا العالم الخفي من جراحة الأسنان ،ولهذا نجري حوارًا صحفيًا مع البروفيسور الأستاذ الدكتور "مجدي زين العابدين" الشهير "بالبروفيسور" استشاري جراحة الفم والأسنان بمستشفى المطرية التعليمي.
نود أن نتعرف على تاريخك بالمجال الطبي؟بدأت حياتي العملية منذ عام 1984 وحصلت على درجة الماجيستير في تخصص جراحة الفم والأسنان والوجه والفكين، كما حضرت العديد من المؤتمرات خارج وداخل، التي ساعدتني كثيرًا في مهنتي وممارسة عملي الطبي.
ما أبرز العقبات التي واجهتها خلال رحلتك المهنية؟واجهت عقبات كثيرة كأي شاب في مقتبل حياته المهنية، وكان أبرزها العقبات المادية بالإضافة إلى نقص الخبرة الطبية في بداية مشواري، حيث كان ذلك يسبب أزمة لي عندما أتقدم للعمل كطبيب بمستشفى كنت أُسأل على سنوات خبرتي التي لم أكن لأكتسبها بعد.كما أن طب الأسنان ينقسم إلى علم وفن، فالطبيب إذا لم يكن عالمًا لن يستطيع أن يفيد المريض، وكذلك إذا كان لديه وفرة من العلم ويفتقد المهارة العملية لن يستطيع أن يضيف إلى المريض أي تحسن، لذلك يجب على كل طبيب أسنان أن يمتلك العلم مع الفن.
ماذا عن أحدث الطرق لعلاج أمراض اللثة؟تأتي أمراض اللثة بسبب العديد من الأسباب فهناك ما له علاقة بأسباب موضعية مثل "ترسيبات جيرية، إهمال صحة الفم، أو عدم المواظبة على غسل الأسنان"، ومنها ما له علاقة بالأمراض المزمنة مثل أمراض "الكبد، القلب، السكري، مريض يتناول أدوية لسيولة الدم" وهذا النوع من المرضى يجب عليهم الاعتناء بصح الفم جدًا، فمريض الكبد مثلا عادة ما يشتكي من أنه عندما يغسل أسنانه بالفرشاة اللثة تدمي، فيأتي ذلك بسبب تفاقم مشكلات الفم وإهمال المريض لصحة أسنانه، وفي نفس الوقت عند إعطاء هذا المريض أي أدوية يجب التعامل معه بحرص شديد تبعًا لحالته الصحية.أما عن مريض القلب الذي يتناول أدوية سيولة الدم يعاني من أن اللثة تدمي بصفة مستمرة، ففي حالة إجراء جراحة له بالفم أقوم باستشارة طبيب القلب المعالج له لتحديد المدة التي يتوقف فيها المريض عن تناول أدوية السيولة وكيفية التعامل معه جراحيا وما نوع البنج الذي يجب أن نعطيه له. أما عن مريض السكر الذي يولد بمرض السكري ويعتمد كليًا على الإنسولين يجب أن يتابعه والديه ويتابعوا حالته مع المدرسين بالمدرسة لمراعاة صحة هذا الطفل ومع زملائه والمحيطين به، وكذلك على الأب والأم الاعتناء بصحة أسنان الطفل حتى لا يتسبب السكري له في مشكلات بالفم.وإذا أهمل مريض السكري علاجه ومتابعته لطبيب الأسنان الدورية يتسبب ذلك له في تآكل في عظام الفك، ترسيبات جيرية، خراريج اللثة، والتهابات اللثة فيؤدي ذلك إلى فقده لأسنانه وقد يكون ذلك في سن صغيرة وقد يلجأ المريض للتركيبات المتحركة أو زرع الأسنان، فعندما يهمل المريض متابعة السكري أو أن يغسل أسنانه يتسبب له في المشكلات تلك والتي قد تمنعه من أن يتناول عناصره الغذائية بشكل ليم لأن المريض يلجأ للأطعمة الناعمة التي لا تحتاج للمضغ فبالتالي تؤث على معدل الإنسولين وترفع له معدل السكري في الدم.
كيف تستطيع المرأة الحامل أن تحافظ على أسنانها خاصة أنها تفقد نسبة من الكالسيوم أثناء الحمل؟يجب على المرأة الحامل أن تتابع بصفة دورية بجانب طبيب النساء الخاص بها لأن المرأة الحامل في الثلاثة أشهر الأولى من بداية حملها تعاني من كثرة القئ، وذلك يؤدي إلى أنها تعاني من مشكلات في اللثة والأسنان بالإضافة للترسيبات الجيرية مما يؤثر على عظام الفك أيضًا، لذا يجب أن تهتم باللثة عن طريق إزالة الطبقات الجيرية باستمرار من على أسنانها وأن تتناول أدوية الفيتامينات من أول يوم في حملها.
ما أحدث طرق تركيب وزرع الأسنان وأيهما تفضل؟تختلف حالات التركيبات عن الزرع تبعًا للحالة المرضية للمريض، ولكن من الأفضل زرع الأسنان لأنه يعتبر أنه الرائد والمستقبل بجراحات الفم والأسنان، فزراعة الفم قد تواجه بعض المشكلات من المرضى مثل مرضى الكبد، مرضى السكري الغير مسيطرين على نسبة السكري بالدم، وكذلك تبعًا لنوعية عظام الفم والأسنان التي سيتم زراعة الأسنان بها ما إذا كانت كثافة العظام مناسبة أم لا، وكذلك مرضى هشاشة العظام لأنهم لن يتحملوا زراعة الأسنان، المدخنين بكثرة ومتعاطي المواد الكحولية لا يمكن إجراء زراعة الأسنان لهم.أما في بعض الحالات يمكن أن يستعاض عن الأسنان بتركيب أسنان أخرى "كوبري أو طربوش" ولكن ذلك متوقف على مدى اهتمام المريض بصحة أسنانه وفمه لأن ما يسري على الأسنان الطبيعية يسري على التركيبات، أما عن الحالات الأخرى الذين قاموا بإزالة أسنانهم بالكامل نقوم بتركيب طاقم أسنان متحرك لهم وكذلك متاح أن يقوم بتركيب طاقم ثابت، ولكن ذلك أيضًا يتوقف على "كثافة عظام الفك، مواضع الأعصاب" حتى لا نضع تركيبات الأسنان بأماكن خاطئة.
هل يجب الاحتفاظ بأسنان الأطفال لكي يمكن أن نعيد استخدامها مرة أخرى عند قفدها؟لا هذا غير صحيح، فإذا تعرض الطفل لحادث وكانت سنته دائمة وليست لبنية يمكن وضعها في محلول ملحي لمدة 6 ساعات أو أسفل لسانه يمكن أن نعيد زرعها مرة أخرى، ولكن لا يمكن إعادة زرعها بعد أيام أو فترات بعيدة. أما في الحالات الخلايا الجذعية لا يمكن إعادة استخدام الأسنان، ولكن في حالات الولادة نقوم بأخذ قطع من الحبل السري ونضعها في بنوك لحفظها لإعادة استخدامها مرة أخرى.بماذا تنصح الجمهور للحفاظ على صحة الفم؟من المعروف أن صحة الإنسان تبدأ من الفم، لذا يجب على كل شخص الاهتمام بغسيل أسنانه باستمرار صباحًا ومساء حتى يتجنب الترسيبات الجيرية التي تنتج من بقايا الطعام أو ما شابه، تناول الخضروات بنسبة عالية، عدم تناول الحلويات بين الوجبات حتى لا تتسبب في ترسيبات، زيادة نسبة البروتين عن نسبة النشويات، المتابعة الدورية كل 6 أشهر للاطمئنان على صحة الفم والأسنان، متابعة حالات حشو العصب، خلع الضروس، وتركيبات الأسنان وكذلك زرع الأسنان. وبالنسبة للمرضى المصابين بأمراض الكبد، القلب، أو السكري يجب عليهم المتابعة المستمرة مع طبيب الأسنان لأن تراكم البكتيريا في الفم قد يتسبب في حدوث الجلطات.كما أنصح الآباء والأمهات بضرورة الاهتمام بالطفل الذي يشتكي ويعاني من المشكلات باللوزتين خاصة عندما يتبين أن إنزيمات الحمى الروماتيزمية عالية يجب استئصال اللوزتين حتى لا تتسبب له مشكلات صحية تؤثر على القلب أو المفاصل أو الفم.