تنفس ليفربول الصعداء واستعاد الصدارة موقتا بفوزه الكبير على ضيفه بورنموث 3-صفر في المرحلة 26 من الدوري الإنكليزي، وأصبح بانتظار خدمة من تشلسي الذي يتواجه الأحد مع مانشستر سيتي حامل اللقب، من أجل البقاء في الصدارة. وبعدما أفاد من سقوط سيتي أمام نيوكاسل (1-2)، للابتعاد عنه بفارق 5 نقاط بتعادل مع ليستر سيتي (1-1)، عاد الفارق بين الفريقين ليصبح ثلاث نقاط بعد فوز حامل اللقب على أرسنال 3-1 الأحد الماضي، واكتفاء رجال المدرب الألماني يورغن كلوب بالتعادل الإثنين مع وست هام 1-1.
ثم نجح سيتي الأربعاء في ازاحة ليفربول عن الصدارة بفارق الأهداف بفوزه على جار الأخير ايفرتون في 2-صفر في مباراة مقدمة من المرحلة 27 بسبب انشغاله بنهائي مسابقة كأس رابطة الأندية المحترفة الذي يجمعه بخصمه المقبل تشلسي. وتمكن ليفربول السبت من العودة الى سكة الانتصارات واستعادة الصدارة ولو موقتا، بتخطيه بورنموث الذي تلقت شباكه 15 هدفا دون أن يسجل أي هدف في المواجهات الأربع الأخيرة التي جمعته بفريق "الحمر"، محافظا على سجله الخالي من الهزائم على أرضه في الدوري للمباراة الـ34 تواليا، وتحديدا منذ 23 نيسان/أبريل 2017 حين خسر أمام كريستال بالاس (1-2). ويدرك رجال كلوب أن الخطأ ممنوع في هذه المرحلة من الموسم إذا ما أرادوا تحقيق حلم الفوز باللقب للمرة الأولى منذ 1990، لاسيما أنه تنتظرهم مواجهة صعبة للغاية في المرحلة المقبلة، المقررة في الأسبوع بعد القادم بسبب اقامة مباريات الدور الخامس من مسابقة الكأس الأسبوع المقبل، ضد مضيفه وغريمه مانشستر يونايتد بعد مواجهته قبلها بأيام ضيفه بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال.
وعانى ليفربول في بداية الشوط الأول لتخطي الدفاع المحكم الذي طبقه بورنموث وعجز ثلاثي الهجوم المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو مانيه للوصول الى شباك الحارس البولندي أرتور بوروتش.
لكن الفرج جاء في الدقيقة 24 عندما لعب جيمس ميلنر كرة عرضية متقنة من الجهة اليمنى، فوصلت الى مانيه الذي حولها برأسه في المرمى، ليجد طريقه الى الشباك في أربع مباريات متتالية في الدوري الممتاز للمرة الأولى، رافعا رصيده بالمجمل الى 12 في "بريمير ليغ" هذا الموسم.
وخلافا للمباراتين الأخيرتين اللتين سمح خلالهما لليستر ووست هام بالعودة وادراك التعادل، عزز ليفربول تقدمه في الدقيقة 34 بهدف رائع للهولندي جورجينيو فينالدوم الذي وصلته الكرة بتمريرة طويلة متقنة من الاسكتلندي أندرو روبرتسون، فسيطر عليها بحنكة قبل أن يلعبها من فوق بوروتش والى الشباك.
ولم يعط رجال كلوب فرصة لضيوفهم لمحاولة العودة الى اللقاء، وكانوا قريبين جدا من الدخول الى استراحة الشوطين بهدف رائع لصلاح لولا تألق بوروتش الذي طار لكرة سددها المصري من مشارف المنطقة وأنقذ فريقه من هدف آخر (45). وبدأ "الحمر" الشوط الثاني من حيث أنهوا الأول، لكنهم كانوا أكثر توفيقا هذه المرة إذ أضاف صلاح الهدف الثالث إثر لعبة جماعية رائعة بدأها الغيني نابي كيتا بكرة في ظهر الدفاع الى فيرمينيو الذي حضرها بتمريرة خلفية لزميله المصري، فأودعها الأخير الشباك ورفع رصيده الى 17 هدفا في صدارة ترتيب الهدافين (48).
وتبادل بعدها الفريقان الفرص، لاسيما ليفربول، دون أن يطرأ أي تغيير على النتيجة حتى صافرة النهاية التي حملت "الحمر" الى فوزهم العشرين هذا الموسم، فيما مني بورنموث بهزيمته الثالثة عشرة.
وانتزع مانشستر يونايتد المركز الرابع آخر المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، بفوزه على مضيفه فولهام 3-صفر. وحقق يونايتد فوزه الثامن في تسع مباريات في الدوري المحلي (والعاشر في 11 في مختلف المسابقات) منذ تعيين النروجي أولي غونار سولسكاير مدربا موقتا بعد إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو، وبات رابعا برصيد 51 نقطة، بفارق نقطة واحدة أمام تشلسي الذي يحل الأحد ضيفا على مانشستر سيتي حامل اللقب.
وهي المرة الأولى التي يحتل فيها يونايتد مركزا ضمن الأربعة الأوائل منذ فوزه في اليوم الأول من الموسم على ليستر سيتي 2-1. والمفارقة أن الفريق كان يبتعد بـ11 نقطة عن هذا المركز يوم إقالة مورينيو من منصبه في 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
واستعد الفريق بفوزه السبت، بأفضل طريقة للقاء المرتقب ضد ضيفه باريس سان جرمان بطل فرنسا على ملعبه أولد ترافورد، الثلاثاء ضمن الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا. وأتت أهداف الفريق الإنكليزي بنكهة فرنسية، اذ سجلها لاعب الوسط بول بوغبا (14، و65 من ركلة جزاء)، بينما كان الهدف الثاني عبر مواطنه المهاجم أنطوني مارسيال من مجهود فردي (23). وقال بوغبا "الشعور رائع، هذا ما أردناه منذ قدوم أولي"، متابعا "كنا بعيدين جدا والآن عدنا الى الأربعة الأوائل، لا يزال الطريق طويلا مع مباريات كبيرة مقبلة، لذا لن يكون الأمر سهلا"، أي البقاء بين الأربعة الأوائل.
ورفع بوغبا رصيده في الدوري الإنكليزي هذا الموسم الى 11 هدفا، علما بأن اللاعب الذي جمعته علاقة متوترة بمورينيو، سجل ثمانية من أهدافه في المباريات التسع بإشراف سولسكاير.
وقدم يونايتد بداية بطيئة على ملعب "كرايفن كوتدج" في لندن، وأتاح لفريق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري تشكيل خطر على مرمى حارس مرماه الإسباني دافيد دي خيا، بداية عبر تسديدة ضعيفة غير متقنة للأرجنتيني لوتشانو فييتو (1)، وبعدها عبر زميليه الصربي ألكسندر ميتروفيتش والألماني أندريه شورله بتسديدتين رأسية وبالقدم تواليا (4).
الا أن لاعبي يونايتد سرعان ما أمسكوا بزمام المبادرة، وأتى هدفهم الأول اثر تمريرة بينية من مارسيال الى بوغبا المتقدم داخل المنطقة، سددها الأخير باللمسة الأولى بالقدم اليسرى قوية من زاوية ضيقة، على يمين حارس مرمى فولهام الإسباني سيرجيو ريكو.
ولم يطل انتظار يونايتد للتعزيز بمجهود فردي رائع من مارسيال الذي وصلته الكرة قبل خط منتصف الملعب، فتقدم بها بسرعة وتجاوز مدافعيَن، ووضعها متقنة على يمين ريكو لدى خروجه لملاقاته.
وفي الشوط الثاني، تراجعت الفرص على المرميين على رغم أن يونايتد بقي الضاغط الأكبر، وحسم النتيجة بعد ثلث ساعة على بداية هذا الشوط، اذ حصل الإسباني خوان ماتا على ركلة جزاء بعد عرقلة من الفرنسي مكسيم لومارشان، سددها بوغبا على يسار ريكو الذي أحسن تقديرها، الا ان قوتها حالت دون إدراكه لها.
وسنحت فرص محدودة في الوقت المتبقي، منها رأسية صعبة لميتروفيتش أحسن دي خيا التقاطها (73)، وتسديدة قوية للتشيلي أليكسيس سانشيز (بديل مارسيال) بعد خطأ لدفاع فولهام، حولها ريكو الى ركنية (74).
وحقق يونايتد فوزه الـ15 في 26 مباراة هذا الموسم، والثامن (مع تعادل) في تسع مباريات بإشراف سولسكاير في الدوري، بينما تلقى فولهام خسارته الـ17 في 26 مباراة، وهو يحتل المركز الـ19 ما قبل الأخير.
بقية النتائج
واتفورد - ايفرتون 1 - 0
ساوثمبتون - كارديف سيتي 1 - 2
كريستال بالاس - وست هام 1 - 1
هادرسفيلد - أرسنال 1 - 2