وقروا كباركم يوقركم صغاركم " لم نتعلم من هذه الكلمات التى يحفظها الكثيرين ونرددها في المناسبات ونتفاخر بها دون العمل عليها ، فالاهمال وإساءة التعامل مع أهلينا كبار السن وأصحاب المعاشات يعتبر نوع من أنواع العقوق الذي حظرنا منه الدين الحنيف ، ويعاقب عليه رب العالمين في الدنيا والآخرة،
وصدق رسولنا الكريم( صلي الله عليه وسلم) والذي قال : في حديثه الشريف " من عرف فضل شيخ كبير فوقره لسنه، أمنه الله من فزع يوم القيامه " صدق الرسول العظيم ، وأخفقنا نحن في فهم ما قاله خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ، فنحن لا نوقرهم بل نقسوا عليهم ولا نعرف إنهم صمام أمان هذا الوطن ، فالتعامل معهم بالمروءه يعتبر سر من اسرار التقدم والازدهار والبركه ،
فما نراه من إهانة وسوء تعامل لهذه الفئة في التأمينات والمعاشات والتأمين الصحي والمستشفيات والخدمات المقدمة لهم ، ماهو إلا سبب من أسباب قلة البركه والإنفلات وضيق الحال الذي نعيش فيه ،
لو يعلم أولى الأمر أن دعوة هؤلاء ليس بينها وبين السماء حجاب ويعاقب عليها رب السموات والأرض فى الدنيا والآخرة لفكروا وأعادوا حسباتهم فى كيفية التعامل مع هذه الفئه الهامه والتى لها دور كبير في الحفاظ على الأمن القومي لهذه البلاد ،
ولو نظرنا لما يقدمه الآخرين من أجل هذه الفئه الهامه في المجتمعات المتقدمه ، وكيف يتفننون فى خدمتهم وتذليل كل المعوقات التى تواجههم !! لخجلتم من انفسكم مما تصنعون وإستقطاعكم الجنيهات من معاشاتهم وهم يسحبوها من ماكينات الصراف الآلي تلك المعاشات التى لا تغني ولاتسمن من جوع لهذه الفئة التي تحتاج للرعاية والدواء والغذاء الجيد وتحتاج لمن يحنوا عليهم ، فى وقت ضعفت فيه قواهم وضعفت صحتهم وأصبحوا غير قادرين على العمل والإنتاج ،
وفى المقابل نجد الإمارات الشقيق تقدم لنا درس قاسي في اخلاقيات التعامل مع كبار السن وأصحاب المعاشات والذي يطلقون عليهم كبار المواطنين ، لقد تراجعنا كثيرا بعد أن كنا لنا الريادة وكنا نحن المعلمين لهم ،
فلقد قرأت ماكتبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يقول أنه تراس إجتماع لمجلس الوزراء ليقروا سياسه وطنيه جديده لكبار السن وتغير مسماهم الى " كبار المواطنين " بدلا من كبار السن لأنهم كبار في الخبره وكبار في الخدمه لهذا الوطن وكبار نفوس وكبار في العيون والقلوب ، فأعدوا لهم سياسه وطنيه تضم تأمين صحي خاصا بهم ومراكز لتدريبهم بمهارات عصريه وأنشطه رياضيه وبرامج خاصه بهم للإستفاده من تقاعدهم فى سوق العمل ، وتصميم بيوت تتناسب مع إحتياجهم ، وبرامج لحمايتهم من الإساءه والعنف لان الكبار سيبقون كبارا في النفوس والحياه ،
بعد هذه الكلامات لا اجد ما أقوله سوي جزاهم الله خير وزادهم الله من نعمه ، ولا أجد مبرر للخزي الذي نعامل به هذه الفئه سوي الفقر والجهل بما أمر الله به ، وأرد على من سوف يبرر ويقدم حجج واهيه ويتحدث الحديث المغلوط المتكرر عن الفرق في الإمكانيات الماديه وعدد السكان بين البلدين وغيره ....
والتى تعودنا على تقديمها للهروب من المسئوليه ومن الواقع لكي نتهرب من تحسين هذه الخدمات ، ولكني أرد عليهم أن هذا الكلام غير حقيقي وغير مقبول فالمشكلة مشكله إداره وإداره موارد ونحن لا نطلب أن نقوم بعمل بمثل مايقدموه أشقائنا في دولة الإمارات ،
بل نطلب تحسين الخدمات لهم على قدر الإمكانيات المتوفره والتى تكفي لخدمه محترمه إذا أحسن إدارتها ، ونجعلهم يشعرون أنهم في دائرة إهتمام الدوله وأنهم يحاولوا تقديم خدمات محترمه لهم لرد جزء ولو بسيط لما قدموه لهذا الوطن ، فربما دعوة أحدهم تنقذ هذا الوطن من بلادة التفكير.