نظَّم معهد يونس أمره بالقاهرة، فعالية بعنوان "آياصوفيا.. درة اسطنبول"، تضمنت ندوة ومعرض صور، حضرها عدد من الأكاديميين والصحفيين الى جانب طلاب المعهد.
بدأت الفعالية بكلمة ألقتها منسقة معهد يونس أمره بالقاهرة "ساتيه قره علي أوغلو"، أوضحت فيها أن مصر وتركيا بلدان عريقان احتضنا العديد من الحضارات على مر العصور وامتزجت فيهما مختلف الفنون، مشيرة أن آياصوفيا كانت ولاتزال معلماً تاريخياً ودينياً هاماً ألهم العديد من الثقافات عبر التاريخ.
أعقب ذلك ندوة علمية قدمها أستاذ العمارة العثمانية والدراسات التركية ورئيس قسم الآثار الإسلامية السابق بكلية الآداب جامعة المنصورة أ.د. عبدالله عطية عبد الحافظ، سرد خلالها أهمية مدينة القسطنطينية (اسطنبول حالياً) في العهد البيزنطي، وملحمة الفتح العثماني على يد السلطان محمد الفاتح، وقيمة آياصوفيا باعتبارها رمزا للفتح العثماني، كما تطرق إلى الجوانب الفنية والمعمارية التي تميز هذا الأثر العظيم.
وقال عبدالله عطية في معرض شرحه التاريخي لـ"آياصوفيا"، "كانت آيا صوفيا هي الكاتدرائية الرئيسية في الإمبراطورية البيزنطية (الامبراطورية الرومانية الشرقية)، وجمعت كل خصائص العمارة والزخرفة البيزنطية. وقد أولى الأباطرة البيزنطيون إهتماما خاصاً بها، حيث نرى على جدران آياصوفيا لوحات رائعة من الفسيفساء لا يعود تاريخها كلها لعهد الإنشاء (القرن السادس الميلادي)، بل يعود بعضها للقرن الثامن والتاسع والحادي عشر الميلادي".
وأضاف عطية "وكما كانت آيا صوفيا محل إهتمام لدى الأباطرة البيزنطيين كانت لها مكانة عظيمة لدى السلاطين العثمانيين حيث كانت رمزاً لفتح القسطنطينية والقضاء على الامبراطورية البيزنطية".
وأشار عطية إلى دور العثمانيين في الحفاظ على آياصوفيا قائلاً "لولا عناية الأتراك العثمانيين بهذا الأثر لما وصل إلينا، حيث تتعرض اسطنبول للزلازل بشكل مستمر ويصيبها زلزال مدمر كل ١٠٠ عام. فكان حرص العثمانيين على صيانة هذا الأثر باستمرار هو السبب الرئيس في بقائه حتى اليوم".
وأردف "نرى في آياصوفيا بصمات واضحة للسلاطين العثمانيين من مآذن ومنابر ومكتبات وشاذروانات للوضوء. كما نجد في باحات آياصوفيا اربعة أضرحة فخمة للسلاطين العثمانيين، فصارت آياصوفيا مجمع معماري للطرازين البيزنطي والعثماني".
وعن أهمية الفن البيزنطي وتعريف الطلاب المصريين بأثر أيقوني ك "آياصوفيا"، قال عطية ان "الفن البيزنطي يُدرَّس في مصر بكليات الفنون والآثار والآداب، لأن الفن الإسلامي قد تأثر بطبيعة الحال بالفن البيزنطي والفن الساساني في مرحلة التكوين. وفي مصر العديد من الآثار البيزنطية مثل دير سانت كاترين الذي بناه جستينيان الأول؛ هو نفس الإمبراطور الذي أنشأ آياصوفيا. من الرائع تسليط الضوء على كل ما هو مشترك بين بلدينا".
وعقب انتهاء الندوة تم افتتاح معرض يضم ٢٢ صورة فوتوغرافية لـ"آياصوفيا" تظهر المعلم من الخارج في ظروف موسمية مختلفة، كما تبرز التفاصيل المعمارية والزخرفية له من الداخل.