كيفيّة تربية الأطفال تربية سليمة
إنّ التربية شيءٌ فِطريّ يستطيع الأهل مُمارَسته فَورَ وجودِ طفلٍ في حياتهم، إلّا أنّها قد تحتاج إلى بعض التوجيهات والتذكير، حيث تتمثّل بمجموعة من القواعدَ التي لها تأثيرٌ في التربية السليمة للأطفال، ممّا من شأنه تسهيل المهمّة على الآباءِ والأمّهات، ويُمكِن تلخيص قواعد التربية السليمة ضمنَ عِدّة مَحاوِر، هي:
القواعد العقليّة ..
من صُورِ التربية السليمة، تقديم الأهل لأطفالهم تربيةً جيِّدة، بناءً على تصوُّرهم العقليّ المبنيّ على الصدق تجاه أطفالهم، ممّا يعني تقديم الأفضل لهم، ولكن ضمن ضوابط، ومُحددِّات، حيث يَظهَر ذلك في عِدّة أمورٍ منها:
الحبّ:
يتَّجه بعض الأهل إلى إعطاءِ أبنائهم كلّ ما يرغبونَ به، وإعطائهم الحُرِّية لفعل ما يريدونَ، وذلك لاعتقادهم بأنّ وَضْع القيود عليهم تجعلهم مُتسلِّطينَ في نظرهم، إلّا أنّ الحقيقة تتمثّل بأنّ التربية تعتمد على التوازُن؛ ولهذا فإنّ على الأهل إعطاء أبنائهم الحُرِّية، ولكن بانضباط؛ حتى لا يكبروا ويكتشفوا أنّ الحياة ليست كما قدَّموها لهم في طفولتهم.
القلق:
إنّ الشعورَ بالقلق على الأبناءِ أمرٌ طبيعيّ، إلّا أنّ المبالغةَ في الخوفِ عليهم، وإظهاره أمامهم، يتسبَّب لهم بانعدام الثقةِ لديهم، وعِوضاً عن ذلك، ينبغي على الأهل طمأنتُهم، وإشعارهم بالدَّعمِ.
النظافة والترتيب:
يعتقدُ الأهلُ أنّ إرغام الأطفال على المحافظة على النظافة والترتيب وسيلةٌ سليمة لتربيتهم، وهيَ كذلك إذا كانت مُتوازِنة؛ حيث يُوبِّخ البعض الطفلَ على كلّ فوضى بسيطةٍ قد يُسبِّبها، ممّا يجعل طفلَه في حالةٍ من التوتُّر الدائم، إضافة إلى عدم السماحِ لهم بمُمارسةِ اللعبِ كغيرهم من الأطفال، وهذا أمر غير صحيح؛ فالتوازُن يكون بإعطاءِ الأطفال مساحةً للاستمتاع بأوقاتهم، حيث يمكن جَعْلهم يهتمّون بترتيب مكانِ لَعِبهم بأنفسهم.
القواعد اليوميّة ..
القواعد اليوميّة هيَ تلكَ المُتعلِّقة بالروتين اليوميّ الذي يُقدِّمه الأهل لأطفالهم، ومن هذه القواعد:
الاعتماد على النَّفس:
وذلك حتى لا يُصبِح الإنسان شخصاً اتّكالياً لا يستطيعَ الاعتماد على نفسِه، وأهمُّ المهاراتِ التي يجب على الأهلِ تعليمها لأطفالهم: إنفاق المال بشكلٍ صحيح، واتّخاذ القرارات، وتحمُّل نتائجها، حيث يتلخَّص دَور الأهل بتقديم النُّصح لهم، وتوجيههم فقط.
التقدير:
ويتمّ ذلك بالثناءِ على أفعالهم الطيِّبة، وعدم تجاهُل إنجازاتهم المدرسيّة، والاحتفال بها؛ وذلك لإعطائهم الشعورَ بالتقدير، مع الانتباه إلى ضرورة التوازُن في ذلك.
المحافظة على الحدود:
حيث إنّه إذا فعلَ الطفلُ شيئاً غير صحيح، فيجب على الأهل حينها توجيهه، عِلماً بأنّ هناك بعض الأطفال المشاكسينَ الذين يُصمِّمونَ على فِعلِ الخطأ، أمّا فيما يتعلَّق بدَور الأهلِ، فهو يتمثَّل بالحفاظ على الحدودِ التي يرسمونها لأبنائهم، وعدمِ التهاوُنِ فيها لمُجرَّد أنّ الطفل يستمرُّ في مُخالَفتها.
قواعد الانضباط ..
تُوضَع قواعد الانضباطِ بالاتّفاقِ بين الأبِ، والأمّ؛ تجنُّباً للحيرةِ، وضياعِ الاحترام، ومن قواعد الانضباط:
المكافأة لا العقاب:
عندما يَطلُبُ الأهلُ من طفلهم الالتزام بشيء ما، أو تنفيذ عملٍ مُعيَّن، فإنّ عليهم تحفيزه لإنجاز هذا الشيء، بدلاً من تخويفه بالعقاب في حال خالفَ تعليماتهم، إلّا أنّه لا بُدَّ من الانتباه إلى عدمِ رَبْطِ نجاحِ الطفلِ بتقديم مكافأةٍ له؛ إذ إنّه سيشعر بالفشل والحزنِ في حال عدم نجاحه، وذلك بسبب ضياعِ مكافأتهِ.
التركيز على المشكلة لا على الشخص:
فعندَما يرتكب الطفلُ خطأً ما، على الأهل تجنُّب نَعْته بالصفات السلبيّة،
مثل: كسول، أو غبيّ، أو وقح؛ لأنّ الطفل سيُصدِّق هذه الصفات، وسيتصرّف بناءً عليها، إذ إنّه بدلاً من إدانة الطفلِ نفسه، فإنّ تصرُّفَه يُنتَقدُ، ويُبيَّن خطؤُه.
تجنُّب التهديدات الجوفاء:
فقد يُلقِي الأهل تهديداً لطفلهم في حالِ عدمِ التزامه بالتعليمات، إلّا أنّ الطفل إذا خالفَ هذه التعليمات، لا يجدُ تطبيقاً للتهديدِ الذي سَمِعه، ممّا يجعله لا يهتمّ بالتهديدات، ويستمرّ بمخالفةِ التعليمات.
حُرِّية التعبير:
يَعتقد الأهل أنّ على أطفالهم الالتزام بالانضباطِ دائماً، دونَ مُنازعاتٍ، أو مُشاحنات، وهو اعتقادٌ غير صِحِّي؛ لأنّ الأطفال يحتاجونَ إلى التعبير عن غضبهم، ومُهمَّة الأهل عدم كَبْت مشاعرهم، بل تعليمهم كيفَ يُعبِّرون عنها بطريقةٍ مقبولة.