تتقدم أسرة موقع القمة نيوز بالتهانى القلبية لحصول الكاتبة المبدعة السورية "هلا التوبة" ..التي فازت بالمركز الخامس.. بمسابقة جمعية ابداع الثقافيه.. فى القصه القصيره "شهر النعم"
نظرت له وهو نائم.. بعد تعب طويل .. جلست بجانبه ونظرت له كأنها تنظر له لأول مره.. تذكرت سنوات سفره.. وكيف كان رمضان قاسيا مندونه.. كيف كانت تشعر انه معها .. والجميع كان يواسيها.. ولكن لا أحد كان يعي أنه كان معها وهي تحضر الطعام.. يقف بجانبها يساعدها .. كانت تراه في كل ركن ..وعند الفطور كانت تبقي مكانه فارغا وصحنه أمامه.. الجميع كان ينظر لها والحسره والحزن تبدو على وجوهم.. يتحسرون على ابنتهم.. ولكنها تعيش في عالم قريب منه..عالم يشعرها انها معه.. اما اليوم هو معها قريب بلحمه ودمه قريب منها بجسده .. . السنه هذه ..رمضان بالنسبه لها عيد... .. فهو متواجد معها.. حتى الافطار طعمه مختلف.. حتى عصبيته بالنسبه لها تتحملها بابتسامه.. ايقظته ..وقالت له كفاك نوم هيا ساعدني.. .. فأنا انتظرتك منذ أعوام.. ابتسم ووهو مازال متعبا.. وقال ..وانا انتظرت أعوامت لأنام بعمق بين اهلي .. من غير أن اهتم كيف ساحضر فطوري.. الذي ليس له طعم من دونكم.. امسكته بقوه وقالت.. له ممازحه..هيا كفاك مراوغه.. .. قم.. ..فقام وهو يبتسم.. دخل المطبخ معها.. بكل حب.... شم روائح طعام لم يشمها من سنين.. قالت له حضرت لك كل ماتحب.. فوجودك نعمة من رب العالمين.. حضرا السفره سويه.. جلسا على المائده.. وكل منهما ينظر للآخر ..كأنه يخاف أن يفقده أو أن يكون حلما .. أذن المغرب.. امسكها من بدها.. ليصلي معها.. ..وهي خلفه تنظر لها والدمع يملأعينيها.. فسمع صوت بكائها.. وهي تدعو .. ربي لاتحرمني منه.. وأعد رمضان اعواما وهو معي.. أنهى الصلاة.. مسح دمعها قبل رأسها وقال بصوت كل خشوع وحب... ربي لاتحرمني منها ولا من لمة العائله .. ربي احفظها نعمة ودمها من الزوال..