زواج القاصرات أو زواج القصر هي ظاهرة زواج الفتيات الذي يقل عمرهن عن ١٨ سنة سواء بصورة رسمية أو غير رسمية . وفي الحقيقة أن مثل تلك الظواهر التي هي نتاج عن عادات وتقاليد المجتمع البسيط ، ونوضح هنا ان ليس كل العادات والتقاليد و الأعراف التي تنتشر في القري والنجوع والقبائل والمدن ليست علي صواب ، فقد يكون منها صحيح ولاجدال في ذلك ، وقد يكون منها الظالم المفسد الناتج عن الجهل والسذاجة وهذا النوع قليل الإ أنه يحوي الكثير من المخاطر تجاه المجتمع و إستمراره .
فالفتيات في القري والنجوع يعيشون مأساة وصراع مع النوع الاخير من العادات الذي سأطلق عليه عاهات ، فلك أن تتخيل أن ما إن بلغت الصبية وبرزت عليها معالم الأنوثة فسرعان ما تتزوج وتصبح زوجة في بيت .
ولتلك الظاهرة أسباب كثيرة ونتائج مهولة علي المجتمع ، فالأسباب تتمثل في الجهل والفقر والفساد ، فالناس في المجتمع الريفي علي جهل تام بماهيةالناحية النفسية والتركيب الجسدي وغيره من قدرة الفتاة علي تكوين أسرة أم لا وما شبه ذلك ، أما الفقر فهو سبب رئيسي في الكثير من المشاكل وليست مشكلة زواج القاصرات فحسب ، فمقابل الفقر يضطر الأب أن يزوج إبنته لشخص مقابل حفنة من المال وكأنها سلعة تباع وتشتري وقد يزوجها ليتخلص من تكاليفها .
والنتائج عن تلك المعضلة الإجتماعية شديدة الخطورة ومنها المشاكل الجسدية والأمراض التي تلحق بالفتاه بسبب عدم تحمل أعضائها الحمل والولادة وهي في ذلك العمر ، وأيضا المشاكل النفسية التي حتما ستعانيها لفشلها في التواصل وبناء أسرة نظرا لصغر سنها وقلة خبرتها ، "فالأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق" فكيف لأم لم يتم إعدادها بصورة سليمة أن تصبح مدرسة ، كيف لطفلة أو فتاه لم تكمل العشرين ربيع من عمرها أن تكون أم ؟
ومع أن القانون المصري قد حارب مثل هذه الظاهرة إلا أن ما يحدث أن يتم عقد القران والزواج عند مأذون ويتم التوثيق بعد تجاوز السن ويتم التوثيق بعد تجاوز سن ١٨ عام ، والإحصائيات الخاصة بتلك الظاهرة مفزعة ، ففتاه واحدة من أصل ثلاث فتيات تزوجن قبل سن ١٨ عام والأخطر والأفزع أن فتاة واحدة من أصل ٩ فتيات تزوجن قبل ١٥ عام .
فلك أن تتخيل عزيزي القارئ المعاناة التي تعيشها فتاه يقل عمرها عن ١٨ عام وينظر إليها كسلعة جنسية ، أتستطيع فتاه في ذلك العمر أن تكون ربة منزل ؟ أتستطيع أن تبني أسرة ؟ لذا علينا جميعا محاربة تلك الظاهرة الهدامة للمجتمع بتوعية الناس في القري والمدن وتوجيه الرأي العام تجاه تلك القضية من خلال وسائل الإعلام و منابر المساجد و إجتماعات الكنائس وفي مؤتمرات العلم .