يحكي أن : في هذا الزمان الذي نعيش فيه المليء بالصخب والتقدم العلمي والتكنولوجي ‘ الذي من المفترض أن تكون سببا قويا في مساعدة الإنسان للعيش بطريقة أفضل. كما أنها سهلت عليه الكثير من العوائق التي كنا نواجهها في أزمنة سابقة ‘ ورغم ذلك! لم يتمتع الناس في أي بقعه علي وجه الأرض بالسلام الدائم فقد أسفرت هذه التكنولوجيا عن حروب كارثية في تاريخ الإنسانية ‘ ولا سيما أن أطفالنا في كل زمان دائما هم الضحايا . مالك طفل مصري يبلغ من العمر ثماني سنوات ‘ وبطبيعة الحال ‘ من المفترض أن تكون نظره الأطفال إلي الحياة مليئة بالتفاؤل والأمل ‘ إلا أن ما شهده العالم في العقود الأخيرة أنجب مسارا جديدا للتفكير والأمل لدي براعم الحب بيننا‘ ذات يوم جاء مالك من المدرسة الذي يدرس بها ‘وكالعادة وكما عودته والدته إن يبدل ملابسه وينظف يده ووجهه ‘ثم يتوجه للجلوس علي مائدة الطعام مع عائلته لتناول وجبة الغداء ومن بعدها يرتاح قليلا ‘ ويستيقظ لعمل واجباته المدرسية بالمنزل بمساعدة أمه الحنونة ‘ السيدة " فريدة" ‘ ثم اخذ مالك في سرد إنجازاته اليومية وجميع مغامراته داخل المدرسة ليناقش بها أمه ‘ولكن هذه المرة كان الحديث يختلف تماما عن المتوقع ‘ تري؟! بما أخبر مالك والدته "فريدة"؟!: مالك :ماما؟.. فريده: نعم يا حبيبي. مالك: النهاردة وأنا مروح من المدرسة شوفت حاجه غريبة ؟ فريدة: شوفت أيه يا ماما قولي؟! مالك: شوفت أنس صاحبي في الفصل عند محل الشاورما اللي في الميدان عند أول شارعنا. فريدة: ههههههههه طب ودي فيها ايه بس يا مالك؟ خضتني يا حبيبي.. أكيد كان جعان وبيشتري ساندوتش عشان يأكل. مالك : لا يا ماما.. ده كان بيشتغل مع عمو أشرف صاحب المحل وكان قاعد يمسح الأرض وينضف الترابيزات!! وأول ما شافني عيط ودخل جوه جري استخبي ؟! هو انا زعلاه في حاجة يا ماما؟ فريدة: قو لي يا مالك صاحبك ده اسمه ايه بالكامل؟ مالك: اسمه انس محمد الشامي.. صاحبي الأمور ده اللي قولتلك قبل كده انو من سوريا وجه مصر مع مامتو بعد ما الإرهابيين موتوا باباه ! هما ليه يا ماما الناس الوحشة دي قتلوا بابا انس؟؟ "فريدة في ذهول الأم من براءة طفلها في السؤال وصدق وعمق المنطق الذي يتحدث به مع دموع باكيه حرقه علي انس الذي توقعت مصيره المحسوم هو وجميع الأخوة اللاجئين إلي مصر الشقيقة بلد الأمن والأمان". فريدة: بص يا مالك يا حبيبي .."ذكاء الأم في توصيل المعلومة لطفلها دون أن يشعر بالذعر علي صديقه"...وأنت بتتفرج علي الكارتون زي مثلا سبايدر مان او سوبر مان مش دايما بيكون في ناس أشرار وناس طيبين ؟والناس الأشرار دول بيدايقوا الناس الطيبة ويأذوها؟؟.. أهم الإرهابيين دول هما الناس الأشرار اللي موتوا بابا انس يا حبغ وهو جه هنا مع مامتو عشان يعيش في أمان مع الناس الطيبين اللي زييوا... مالك : ايوة يا ماما بس أنتي كنتي دايما بتقوليلي ان اللي في الكرتون ده مش حقيقي وخيال؟ ازاي بقي ؟ وصاحبي انس باباه أتقتل من الناس الوحشة دي؟؟ " فريدة في ذهول من سؤال الطفل المفاجئ الذي اعتقدت انها أقنعته وأنهت هذا الحديث المؤلم مع طفلها" فريدة: ايوه يا مالك مفيش في الحقيقة إنسان بيطير زي سوبر مان وسبايدر مان!! مالك: يعني الأشرار موجودين والطيبين موجودين؟! وسوبر مان اللي بيطير ينقذ الناس من الأشرار عشان ما يموتوش هو اللي طلع خيال؟! عشان كده أنس صاحبي أول ما حد يسأله فين باباك بيعيط جامد... ليه يا رب ما تعملناش سوبر مان يرجع لأنس باباه عشان يبقي فرحان ويبطل يعيط... " فريده حاولت ان تتمالك نفسها حتي لا تبكي امام مالك داعيه الله أن يربط علي قلب انس صديقه وامه المسكينة في سرها وان يعيد السلام إلي كل الأخوة الأشقاء من العرب وغيرهم حتي تنتهي سلاسل الحروب المدمرة". فريدة: ومين قالك بس يا مالك إن مفيش سوبر مان ينقذ الناس الطيبين بس مش لازم يا حبيبي يكون بيطير هو إنسان زينا زيه يا حبيبي بس شجاع وقوي وبيحب الطيبين عشان هو كمان طيب.. مالك: "فرحه عارمة ملئت وجهه وعيناه ولهفه لمعرفه ما توقعته براءته" بجد ؟!!!!!يا ماما طب يلا بسرعة بسرعة كلميه عشان يرجع بابا انس بسرعة يا ماما. فريدة :" ذهول مع صدمه لما سمعت ثم تحدثت صارخة في وجه مالك " اللي بيروح عند ربنا ما بيرجعش يا مالك.... وكفاية اسئله بقي.. يلا عشان تنام وراك مدرسه الصبح. "شعرت بالندم لما فعلت ولا تعلم لما قالت له ذلك وهي تعلم انه لا يعلم شيء عن الموت وأيضا هي لا تعلم ماذا تخبره " مالك: أنتي ضحكتي عليا أنتي بتكدبي مفيش ناس طيبيين بينقذونا من الوحشين" ثم ذهب مسرعا وباكيا علي سريره وهو يرتعد خوفا ان يلقي نفس مصير صديقه " فريدة: مالك... مالك... استني يا حبيبي .. " ثم ذهبت الي جواره علي سريره واحتضنته قائله " ...انا ما كدبتش عليك الناس الطيبين هما الظباط يا حبيبي اللي بيمسكوا الناس الوحشة ويحمونا منها لكن ما بيطيروش زي سوبر مان... لكن انس حظه وحش الناس الطيبة ما عرفوش يلحقوا باباه واللي بيروح عند ربنا ما بيرجعش وربنا اكيد دخله الجنه وهو مبسوط وشايفنا كمان... مالك: ماما يعني هو احنا مش هيحصل فينا كده ؟! ... طب وليه ربنا ما يرجعش بابا انس ليه؟؟... عشان يبطل يعيط..؟؟. انا بحب صاحبي ومش عايزه يعيط تاني...وليه هو بيشتغل عند عمو اشرف ؟؟... فريدة: حاولن فريدة التمالك والهدوء وأخبرته" بص يا مالك نام يا حبيبي وما تخافش احنا هنا في مصر محدش يقدر بقربلنا عشان جيشنا قوي وبيحمينا وانس ومامتو جم هنا عشان خاطر جيشنا يحميهم بردوا وانا بكره هروح أشوف انس ومامتو عشان نفرحه ونخليه يبطل يعيط تاني اتفقنا... مالك: " فرحا" اتفقنا يا احلي ماما.. ثم قبلها ونام مطمئنا.. "فريدة لم تستطيع النوم في تلك الليلة من البكاء والتفكير تحاول ان تفكر في حل تساعد بيه انس ووالدته كما وعدت مالك ‘ كما انها قررت ان تخبر ابنها عما يحدث حوله وعن بطولات الجيش حتي لا ينصدم مره أخري بالواقع