الشغب في ملاعب كرة القدم بغزة في عيون الرياضيين

الشغب في ملاعب كرة القدم بغزة في عيون الرياضيين

لا شك أن الجماهير تعتبر روح الفريق وهي سر نجاح وتألق الفرق الرياضية، فالتشجيع جزء مهم من الوفاء للنادي أو المنتخب وحق على من يحب فريقه، ولكن لابد له من قواعد ولوائح لتنظيمه والاستفادة منه.
والأجواء الحماسية الرائعة التي يظهرها المشجعون على مدرجات الملاعب تبُث روح الفوز والتشجيع في قلوب اللاعبين وتدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم، ولكن من جهة أخرى قد يحدث خلف المدرجات سبّ وقذف علني ومظاهر سخط وتوجيه الاتهامات بالتقصير إلى اللاعبين أو الحكام بشكل مبالغ فيه ويتجاوز نطاق الأدب، تعبيراً عن عدم تقبّل خسارة فريقهم، ما قد يصل إلى أحداث شغب وعنف بالملاعب.
وتنتشر ظاهرة شغب الملاعب منذ القدم في مختلف البلدان العربية والعالمية، وفي يومنا هذا تعددت مظاهر العنف والشغب وأصبح انتشارها بشكل أوسع وخصوصا في ملاعب كرة القدم.
أبو دف: اتحاد الكرة حد من ظاهرة الشغب بالموسم الحالي
وفي قطاع غزة، لم تسلم الملاعب من وجود أعمال شغب خلال المباريات، ما قد يؤثر سلبا على مسيرة التطور الرياضي الذي شهدته الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة، وتباينت آراء المختصين في الشؤون الرياضية حول مدى انتشار هذه الظاهرة خلال الموسم الحالي، حيث أكد أحمد أبو دف مسؤول لجنة الاستئناف في اتحاد الكرة أن الموسم الحالي استطاع أن يحد بشكل مقبول من ظاهرة شغب الملاعب من خلال ردع الجماهير المخلة بالنظام وتقليل الشغب والعنف من كل ملاعب القطاع.
وأشار أبو دف إلى أن أسباب حدوث الشغب يرجع إلى عدم كفاية عدد افراد الشرطة بالنسبة لأعداد الجماهير، وكذلك الملاعب غير آمنة لأعداد الجماهير.
وأوضح أبو دف أن اتحاد الكرة اتخذ عدة إجراءات للحد من شغب الملاعب منها نقل مباريات و دفع غرامة على الجماهير المخلة بالنظام، وحرمان الجماهير من حضور المباريات، وفرض عقوبات رادعة للاعبين الذين يشجعون جماهيرهم على الأفعال المخلة.
واعتبر أبو دف أن الموسم الحالي استطاع الحد من ظاهرة شغب الملاعب رغم وجود المظاهر في بعض المباريات، لكنه أفضل بكثير مقارنة بالمواسم السابقة. وبين أبو دف أن بعض إدارات الأندية اجتمعت مع الجماهير وقامت بإعطائهم محاضرات توعوية حول أضرار مظاهر الشغب وكيف تسهم في عرقلة مسيرة تقدم فريقهم. وطالب أبو دف من كل جماهير كرة القدم المثول لقوانين الكرة التي تؤدى إلى فرض الروح الرياضية وإنهاء الشغب.
البلعاوي: الموسم الحالي شهد عمليات شغب واسعة
واختلفت وجهة نظر غسان البلعاوي المدير الفني لنادي غزة الرياضي حول شغب الملاعب، حيث أكد أن الموسم الحالي شهد عمليات شغب واسعة, وأن اتحاد الكرة يجتهد للحد من هذه الظاهرة السيئة ولكن الملاعب مازالت تعاني منها بصورة كبيرة.
وبين البلعاوي أن ظاهرة شغب الملاعب تؤثر سلبا على الحكام واللاعبين والمنظومة الرياضية بشكل كامل، موضحا أن الشغب المفتعل من قبل الجماهير يضغط على اللاعب ويشتت تركيزه.
وأرجع البلعاوي أسباب شغب الملاعب في قطاع غزة إلى الحصار وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعانى منها الشعب الفلسطيني. وطالب البلعاوي بضرورة أن يتم وضع حدا لظاهرة شعب الملاعب، موضحا أن كرة القدم لعبة ترفيهية يجب أن يسودها التنافس الشريف والروح الرياضية.
خطاب: شغب الملاعب يؤثر على اللاعب وتضر بالفريق
وتعتبر ظاهرة شغب الملاعب من أبشع صور الإضرار بأمن المجتمع واستقراره ، ناهيك عن أنها تفقد الأنشطة الرياضية قيمتها ، وقيمها الرائعة وخصائصها الممتعة، حيث يرى اللاعب أدهم خطاب نجم خط وسط شباب جباليا, والذي كان قد أصيب إصابة خطيرة في رأسه, من أحداث شغب الملاعب، أن الموسم الحالي شهد شغبا وتعصبا أكثر من أي موسم ماضي وان الشغب يزداد من مباراة إلى أخرى.
وأوضح خطاب انه أصيب إصابة خطيرة جراء شغب الملاعب ابعدته عن الملاعب لمدة شهرين، وعاد لممارسة اللعب وهو يرتدي الخوذة. وبين خطاب أن شغب الملاعب يؤثر على اللاعب وعلى نفسيته، سواء بإلقاء حجارة أو بإلقاء شتائم تمس باللاعب وبعائلته.
وجاءت إصابة خطاب إثر سقوط حجر على رأسه, لحظة احتفاله مع « ثوار الشمال » بالهدف الثالث خلال لقاء فريقه مع الأهلي.
المصري: الشغب يعيق عمل الصحافة ويجب القضاء عليه
بدورها، قالت نيلي المصري أول صحافية رياضية في فلسطين، إن الشغب يعيق عمل الصحافة والصحافيين خاصة خلال إلقاء الزجاجات البلاستكية الفارغة والحجارة والمفرقعات بشكل مبالغ فيه والاعتداء على الصحافيين من قبل بعض الجماهير. وأوضحت المصري أن الاتحاد عمل ويعمل ما بوسعه من أجل تأمين الدوري لتخرج بسلامة ، من خلال فرضه للعقوبات المختلفة سواء عقوبات مالية أو نقل المباراة لملعب آخر أو إيقاف لاعبين، مؤكدة أن هذه الإجراءات قد تكون مجدية إلى حد كبير لكنها لم تساهم بشكل كبير بالحد من شغب الملعب.
وأشارت المصري أن اتحاد الكرة لا يستطيع وحده أن يحد من الشغب، ويجب أن يكون للإعلام كلمة مهنية وأيضا للأندية وروابط المشجعين من خلال العمل على زيادة ثقافة اللاعبين والجماهير.
وتبقى الجماهير من أهم عناصر قوة أو ضعف أي فريق، والوسيلة الأولى لجعله يقدم الأفضل أو إحباطه.. لذلك هل ستتكاثف الأيادي لتوعية الجماهير والقضاء أو الحد بصورة كبيرة من ظاهرة شغب الملاعب أم سيبقى الحال على ما هو عليه؟

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

فيس بوك

a
;