يعتبر الجمهور العمود الفقري للملاعب، له تسجل الأهداف ومعه يحتفل اللاعبون بالانتصارات، وتهتز المدرجات على وقع اعتراضاته، ويمثل القلب النابض للروح الرياضية وأساس المستديرة، وسلاحها الفعال في النهائيات نظرا الى دوره في تحفيز اللاعبين وتفجير طاقاتهم.
عبيد: المؤازرة الجماهيرية دعم وتعزيز للاعبين وعامل إرباك للفرق المنافسة
يقول محمد عبيد نجم نادي الهلال الرياضي إن المؤازرة الجماهيرية تساعد اللاعبين وتعزز ثقتهم بأنفسهم بتقديم أفضل ما عندهم باعتبار حضورهم بالمدرجات له وقع خاص بمثابة السحر على أداء اللاعبين، كما يعتبر الجمهور ضغطا نفسيا وعامل إرباك للفريق المنافس من اجل تحقيق الفوز، مؤكدا أن الفرق التي تمتلك قاعدة جماهرية في الدوري الغزي لها فرصة كبيرة بالفوز بسبب ضغط الجمهور المساعد والتأثير على الحكام.
عتال: الفريق وجمهوره والجهاز الفني سلاح فعال في النهائيات للتربع على عرش الصدارة
وأوضح فهد عتال مهاجم نادي شباب الخليل ونجم المنتخب الوطني أن الفرق التي تمتلك جماهير وتحفز اللاعبين بإيجابية داخل المستطيل الأخضر تحقق نتائج تسعد الجماهير، لافتا أن دور الجمهور السلبي أو الايجابي يظهر بشكل كبير في حالة خسارة الفريق ما ينعكس على الروح الفريق ومعنوياته.
وأشار عتال إلى أن الجمهور سلاح فعال لتربع الفريق على عرش الصدارة إلى جانب وجود لاعبين على مستوى وطموح البطولة وجهاز فني قادر على إدارة الفريق فنيا وقادر على توفير متطلبات الفريق وخلق الاستقرار داخله.
قشطة: دور الجمهور لا يقل أهمية عن دور اللاعبين
وقال د.عمر قشطة الأستاذ المشارك في الإدارة الرياضية إن الجمهور يعتبر دافعا ومحفزا إيجابيا للاعب ويراه المثال الحي الذي يعبر عن آماله وتطلعاته وأهدافه ويشيد بأدائه وأخلاقه داخل وخارج المستديرة ، موضحا أن الجمهور يعتبر الرقم واحد في الملعب ودوره لا يقل أهمية عن دور اللاعبين وأن الفرق التي تمتلك قاعدة جماهيرية ايجابية تعتبر الداعم الرسمي للفريق لنهاية المباراة ، كما أن الجمهور يعزز الانتماء للنادي والفريق والمؤسسة الرياضية الذي ينتمي إليها اللاعب.
وأضاف قشطة أن الجمهور يضع اللاعب في ضغوط نفسية أثناء المباريات ما يؤدى إلى زيادة التوتر العصبي ويقلل الانتباه والتركيز لدى اللاعب سواء في التمرير والاستلام والتسليم، كما أن التشجيع السلبي بصفة مستمرة يؤدي إلى حالة انفعالية وعصبية عالية وتسمى "التوتر العضلي" وهي أمور نفسية تأثر بالسلب على اللاعب نتيجة الضغوط العصبية والتي تخرج اللاعب من جو المباراة ما يؤدي إلى انفعال اللاعب مع زملائه أو الجمهور أو الفريق الخصم، مشددا على أن عدم تأثر اللاعب بالتشجيع السلبي يعود إلى خبرته وشخصيته.
وأكد قشطة أن التوتر الذي يحدثه الجمهور في المدرجات والاستعجال بالفوز، يمكن ان يفقد الفريق الفوز حتى لو كان في حالة التعادل، وبين قشطة أن الجمهور من الممكن أن يشكل فارقا في المباراة عن طريق تغير سلوك اللاعبين في الملعب في اللحظات المناسبة بالتشجيع الايجابي الذي يعمل على شحن الهمة وبذلك يستطيع أن يلعب اللاعب في المباراة ويخرج ما بداخله من مهارات أي انه يعتمد على العامل النفسي الى جانب العامل البدني.
الأعرج: كرة القدم مجرد لعبة ولكل مجتهد نصيب بعيدا عن التعصب الاعمى
ومن جهتها قالت سمر الأعرج موسى مديرة الدائرة الرياضية في جامعة بيت لحم إن ظهور الفريق بأفضل حالاته يعود إلى إدارات الأندية بتنبيه الجمهور بعدم التعدي على حقوق الآخرين وتوعيتهم بتحلي بالروح الرياضية وأن الفريق الذي ينتمي له معرّض للفوز او الخسارة وان كرة القدم مجرد لعبة ولكل مجتهد، منوهة أن على مسؤولي الأندية والاتحادات الرياضية توعية اللاعب والمدربين بالتحلي بالأخلاق واحترام الخصم والابتعاد عن الحقد والتواضع، كما يعتبر اللاعب قدوة يحتذي بهم الشباب من الجمهور فلو تكرر التصرف اللائق والروح الرياضية لدى اللاعبين انعكس على الجمهور نفسه.
وترجع الأعرج التشجيع نظيف وتقبل الجمهور الخسارة كما يقبل الفوز إلى التربية السليمة في المدارس وتعزيز الروح الرياضية منذ الطفولة المبكرة التي بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا فكما يرى الطفل والديه ومعلمه يتصرفون ينعكس مباشرة عليه وربما ضغوط الحياة التي يعيشها الإنسان أدى إلى فقدان الثقة بين الأفراد وزيادة جرائم المجتمع كما أن التيارات السياسية والدينية المنتشرة حاليا في مجتمعنا العربي وراء هذه الانشقاقات بين الافراد وكلها سياسة تنعكس على شبابنا الذي يشكل المجتمع الرياضي من لاعب ومدرب وحكم وجمهور واداري وإعلامي ومسؤول.
وللحد من ظاهرة شغب الملاعب طالبت الأعرج بزيادة الوعي بين الشباب واللاعبين ووضع لوائح وتعليمات خاصة للجمهور في كل الأندية والملاعب، وإغلاق المواقع الرياضية والمنتديات المحرضة، وإيجابية الإعلام الرياضي والمعلقين، وان يكون للاتحادات الرياضية دور فعال في نشر الثقافة الرياضية الايجابية.