عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة جلسة بحثية بعنوان"التراث والنظرية النقدية" ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته ال 32، والذي يقام تحت عنوان "التأسيس الاجتماعي للأدب" دورة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وقد ضمت الجلسة ورقتين بحثيتين الأولى بعنوان "المنهج.. النص... الواقع... قراءة فى حديث الأربعاء" للدكتور محمد عبدالباسط، والآخر بعنوان "التناص والقارئ والتأويل: الأدب ونقد الخطاب الدينى" للدكتور محمد بريرى، أدار الجلسة الدكتور محمد السيد.
تناول د. عبدالباسط فى بحثه كتاب "حديث الأربعاء" لطه حسين عميد الأدب العربى، حيث أوضح أن طه حسين بدأ أحاديث الأربعاء فى جريدتى الجهاد والسياسة بداية من يناير 1922 حتى 1935، موضحاً أن السياق العام وقت النشر كان مشبعاً بالآمال القومية الجامعة لثورة 1919، كما جاءت أحاديث الأربعاء لتذيب المسافة بين الشعر القديم والمتلقى المعاصر لتصل اللحظة الحالية بلحظة تاريخية سابقة باعتبار الشعر أحد أهمى مجالى التميز الثقافى، كما أكد أن الكتاب انشغال بالواقع وما يدور فيه من جدل واختلاف حول قضايا عامة ذات بعد ثقافى وقضايا نقدية أكثر اختصاصاً، مؤكداً أن العميد يستهدف من هذه المقالات أن يقدم مفهومه للتجديد وأن هذا التجديد لا يعنى إلا أن يكون الإنسان ابن عصره وليس أى عصر آخر، حيث ولدت من هذه المقالات أفكار عظيمة الأثر فى الأدب الحديث وهى محاولات التوثيق والتثبت التى مارسها العميد على هؤلاء الشعراء، حيث انتقد العميد الصورة المعروفة للمجتمع العباسى وانتقد الوجود التاريخى لطائفة من الشعراء الأمويين.
أما الدكتور محمد بريرى فأوضح الفرق بين التناص والقارئ والتأويل فى الأدب، موضحاً أن الفنان لا يبدع من خلال النقل عن الطبيعة بل من خلال تفاعله مع تصورات النصوص السابقة عن الطبيعة، فالشاعر يشكل المعنى من خلال توليد نصه من نصوص سابقة عليه سواء فى ذلك أن يكون الشاعر واعياً بذلك أو غير واع، كما أشار إلى أن رصد التناص بين عملين أدبيين أو أكثر وما يلحقه من تأويل ليس إجراءً موضوعياً خالصاً، لأن هذا الرصد وما يعقبه من تأويل هو عملية قرائية تحدها ثقافة القارئ وما تختزنه ذاكرته من نصوص، كما تحدها مقدرته على اكتشاف الأواصر بين النصوص، وأوضح أن التناص بين قصدة "خبز وحشيش وقمر" لنزار قبانى وبين قصيدة "الناس فى بلادى" لصلاح عبدالصبور وبين أيضا قصة "خليل الكافر" لجبران خليل جبران. وفى ختام الجلسة فتح باب المداخلات من المشاركين بالقاعة، حيث تسأل محمد رمضان حول علاقة عنوان المؤتمر بعنوان هذا الجلسة وأبحاثها.
كما أوضح د. أمجد ريان أن التراث به علاقة جدلية بين النص والواقع، مؤكداً على أن فهم التراث متغير من مرحلة إلى مرحلة.
وأشار عمر شهريار أن كتاب "حديث الأربعاء" كان أحاديث إذعية ثم تم تدوينها فى كتاب، وقدم طه حسن فى هذا الكتاب نقد للتراث.