هذه القصة تعتبر حلقة من حلقات الفيس بوك وطبعا زى ما حضراتكم عارفين أن اللغة المفضلة فى مقالاتى هى العامية لاننى أحب أن أعيش الحالة كما هى دون أى ألغاز حتى تصل للقارئ ويشعر بأننى أتحدث أمامه وليس من وراء الكواليس.
تبدأ هذه القصة لشاب من أسرة كريمة ومتوسطة الحال قانعون بما رزقهم الله لا يكرهون أحد ولا يحقدون على أحد ولا يتحدثون من وراء أحد ولا يتدخلون فى أمور أحد.
أسرة كان رب أسرتها رجل مكافح طول عمره وكل هدفه هو أن يسعى إلى توفير كل طلبات بيته وأولاده حتى لا يشعرون بأى نقص فى حياتهم..وخصوصا بعد وفاة زوجته ثم رفض الزواج من غيرها وكمل حياته فى خدمة أولاده
تتكون الأسرة من أربعة بنات وولدا وحيدا تربوا على الفضيلة والاحترام وحسن المعاملة كما عودهم أبيهم فى تربيتهم مرت الأعوام وكبروا فالبنات تخرجوا وتزوجوا أما الولد فهو كان آخر العنقود المدلل فى بداية حياته وكان دائما يذهب مع والده فى كل أوقات الصلاة حتى كبر وبدأ مرحلة الشباب ودخل الجامعة وتعرف على زملائه ومن ضمن زملائه كان هناك زميل مهمل فى نفسه ودراسته وواخد الدنيا كلها مرح ولهو ولن يهتم بدراسته حتى تعرف عليه وبدأ يقربه منه إلى ان أغراه بطريقته الخاصة حتى استسلم ووقع فريسة بين يديه ثم بدأت أحوال هذا الأبن تتغير وخصوصا أنه أهمل فى صلاته حتى لاحظ والده هذا التغيير المفاجئ فقلق الأب على أبنه وسأله ماذا بك فقال له أنا فى حالة جيدة ولكننى مركز فى الدراسة والمذاكرة لان الامتحانات على الأبواب فتركه الأب ودعا له بالتوفيق واستمر هذا الشاب يسير فى هذا الطريق طريق الشيطان و الضياع فكان دائما يسهر ولا يرجع بيته الا بعد منتصف الليل وعندما يسأله والده عن سبب تأخره ليلا كل يوم فيقول له أننى أذاكر مع أحد أصدقائي بالجامعة قبل بداية الامتحانات الأب واثق فى أبنه الوحيد وكل أمله أن يراه فى مركز مرموق مرت الأيام وفى يوم من الايام إدارة الجامعة أرسلت لولى الأمر خطابا بإنذار بالفصل لغياب إبنه المتكرر عن الجامعة وان الجامعة قررت بعدم دخوله إمتحان هذا العام فكانت الصدمة كبيرة على الأب الذى أصابته بجلطه وعلى أثرها دخل المستشفى وهو فى العناية المركزة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة طلب من الدكتور أن يرى إبنه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وقبل ان يموت بالفعل جاء الإبن لوالده وعندما دخل على والده غرفة العناية المركزة نظر إليه والده وقال له عندما أموت وينتهى أجلى خلال هذه الفترة القصيرة عليك بالذهاب إلى المنزل ثم قم بالدخول إلى غرفتى وستجد صندوقا صغيرا داخل دولابى إفتح هذا الصندوق واقرأ بما فيه فقد كتبت لك وصية أرجوا أن تقرأها جيدا وتعمل بها بعد مماتى.
وبعد وفاة الأب ذهب الابن إلى البيت واتجه إلى غرفة ابيه ليفتح الصندوق فوجد ورقتين ورقة مرسوما عليها شابا يصلى ووجهه كله نورا وأيضا فى نفس الورقة شاب مهملا وعلامات الندم والحزن تنتابه أما الورقة الثانية وجد فيها كلمات بخط يد والده يقول فيها.
● يا بنى لقد شعرت وأحسست بما أنت فيه من إهمال لنفسك وحالك لذلك تركت لك هذه الورقة وأنا على يقين بأنك سوف تقرأها فى يوما من الأيام حتى تعود لرشدك ولنفسك أمام نفسك
● يا بنى إليك خياران إما أن تكون شابا مستقيما يخاف الله ومتفوقا فى عملك وفى دراستك ثم تصبح إنسانا متميزا وقورا ولك مكانه كبيرة بالمجتمع أم تتمادى فى طريقك المظلم الذى ينهى حياتك ويضيع مستقبلك بسبب هذا الطريق الخاطئ طريق الشيطان
● يا بنى إعلم بأننى اذا حدث لى شيئ فسيكون بسببك لأنك تركت المبادئ وضيعت أملى الوحيد فيك.
●يابنى عليك بالصلاة فى أوقاتها حتى تنزع الغمة من عينيك وترى الدنيا بعينك النظيفتان .
●يا بنى لك أربعة شقيقات كن لهم الأخ والأب والأم
●يابنى خيبت فيك أملى أرجوا ان تنصف نفسك أمام نفسك وتكون راضى عن نفسك
●يا بنى عامل الناس كما تحب ان يعاملوك ولا تطمع فى أحد
●يا بنى ثروتى فى الحياة هى أنت وشقيقاتك فحافظ عليها
بكى الشاب بكاءا شديدا وأنهمرت دموعه وبدأ يشعر بحالة غريبة تحدث له عندما ينام فكان دائما يشعر بالخوف ويستيقظ من نومه ليلا من شدة الكابوس الذى أصابه عند نومه وأستمر كثيرا هذا الكابوس ملازما لهذا الشاب كل يوم إلى أن ذهب إلى شيخ من شيوخ المساجد وجلس وتحدث معه عن كل ما يحدث له ثم أعطاه الورقتين اللذان تركهما والده له بداخل الصندوق فنظر إليه الشيخ وسأله هل تواظب على الصلاة فقال له الشاب لا فقال له الشيخ أذهب إلى بيتك وإياك أن تترك فرض من فروض الصلاة وبالفعل بدأ الشاب بالتحدى مع نفسه وبدأ يصلى ورويدا رويدا بدأ يشعر بأنه ينام لفترات طويلة دون كابوس أو قلق أو توتر وبدأ يرى الحياة أمامه جميلة وكلها نور وسعادة وحب ثم بدأ يستعيد قدراته حتى يعود إلى دراسته الجامعية وبدأ يجتهد إلى ان حصل على شهادته التى كان والده يحلم بها وأصبح إنسانا ناجحا إلى أن تم تعينه معيدا بالجامعة وكانت من أولوياته عندما يجتمع بالطلاب كان يحدثهم ويوصيهم بالاستفادة من تجربته فى الحياة حتى لا يقعوا فريسة فى طريق الشيطان
الذى يدمر حياتهم ومستقبلهم ...
فمن هذه القصة نستخرج درسا هاما يهمنا بحياتنا من أجل الحفاظ على أولادنا وعلى مستقبلهم وأيضا يكون درسا لكل شاب وفتاة يسيرون وراء الشيطان ويتركون أهاليهم ويبتعدون عنهم فبعدك عن أهلك يجعلك فريسة سهله لأصدقاء الشيطان ...وبعدكم عن أولادكم وعدم متابعتهم والتدخل فى شؤونهم يصل بكم إلى مرحلة الخطر والندم اللهم أحفظنا جميعا وأحفظ أولادنا من الفتن ومن أصدقاء الشيطان....