المسلسل الهندي والفيس بوك اثنان في علاقة تشابه كبير في البداية نرصد أسباب نجاح الدراما الهندية على نظيرتها المصرية ، فقد هرب الجمهور المصري إلى 
المسلسل الهندي لأسباب كثيرة أولها تصوير المسلسل المصري للواقع كما هو موجود وهذا على مستوى الصورة واللغة والعلاقات المعقدة بين الناس ، فقد تجسد لنا قبح الواقع من خلال المسلسل المصري و بعد كل البعد عن المعنى الحقيقى للفن ، ففي تعريف الفن عند أرسطو هو محاكاة للواقع آى أن يكون العمل الفني شبه الواقع وليس نقل الواقع كما هو ، ومثال لذلك الشخص الذي يرسم شجرة كما هى فى الحقيقة طبق الأصل لا يطلق علية فنان إنما يطلق عليه رسام لأنه لم يضف إليها صفة الخيال أو المحاكاة التي يتمتع بها الفنان لذلك فإن أسباب هروب الجمهور إلى المسلسل الهندى هو تلك الحياة المنقولة، ليست كما هي فى الواقع وإنما كما هي فى خيال الفنان فبينما نرى فى المسلسل المصري يصور قبح الواقع بصورته المتجسدة فى عبده موتة وغيره من نماذج بطولات الشارع ولغة الحوار المنقولة بالنص من لغة الشارع وموسيقيته ذات الأصوات العالية موسيقى المهرجانات نرى على النقيض المسلسل الهندى البطل يحمل كل صفات النبل والبطولة فهو البطل الأسطوري المثالي الذي يتوحد الجمهور معه أمام الشاشة فينتج عن هذا متابعة يومية، أما الصورة فهناك الألوان الكثيرة المبهجة التى لا نراها في الحياة الطبيعية والموسيقى حدث ولا حرج، فهى طبيعية ذات أصوات بشرية متدخلة مع الآلات الغربية ، الجميع فى تناغم جيد مما جعلها تساعد على إظهار الحدث الدرامي المتصاعد . 
كل تلك الأسباب جعلت المسلسل الهندي هو الأول لدى المشاهد المصرى أما علاقته بالفيس بوك فهى تلك المحاكاة التى تشبه الواقع فنجد أن الفيس بوك هو الحياة التي تشبه الواقع وهى بطبع الحياة الأجمل والأفضل التي يتمنى صاحب الأكونت أن يكون عليها ، فهو يأخذ السلفي الذي هو صورته الأفضل بطبع من الواقع والتي يتمنى أن يكون عليها ويكتب أجمل البوستات المثالية، وأجمل الأدعية التي يتقرب بها إلى السماء . 
ويكون اجتماعى و ودود يشارك بوستات الأخرين ويعلق عليها ، هى حياة مثالية جدا الناس جمعيهم على صفحات الفيس ملائكة ومظلومين ، هى الصورة التي يتمنى أن يكون عليها التى تشبه الواقع وليست الواقع. هي مثل الفن وتلك المحاكاة التي تشبه الحياة فنهرب من الحياة بعلاقتها المعقدة وقبحها الى المسلسل الهندى والفيس بوك .