” كمال عامر” يكشف أسرار معركة لواء الميكانيكا بالجيش الثالث

” كمال عامر” يكشف أسرار معركة لواء الميكانيكا بالجيش الثالث
ذكرى انتصار مصر فى ملحمة وطنية كبيرة شارك فيها كل شعب مصر مع القوات المسلحة، حيث كانت هذه الحرب حتمية لإزالة آثار العدوان نتيجة التربص بمصر فى حرب 67.
تلك كانت بداية كلمات اللواء كامل عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب،" فى ذكرى إحياء نصر أكتوبر 1973.
أول نقطة مضيئة فى الحرب وفقًا للواء كمال عامر؛ هو رفض الشعب المصرى كله على تنحى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عندما أعلن فى 9 يونيه 67 نتيجة الحرب المجحفة، مضيفًا: "طالبته أن يبقى ويستمر فى نضال مصر وتظل مصر بشعبها وجيشها مستعدين ويطوروا إمكانياتهم لاسترداد الكرامة والأرض المغتصبة".
وأضاف رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى: "بداية الانتصار ظهرت فى شعار أطلقه الزعيم جمال عبد الناصر وهو ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ومن هذا التاريخ بدأ سلسلة الإعداد لحرب أكتوبر بداية من التخطيط والتنظيم ثم دراسة كل العوامل التى واجهت مصر والدروس المستفادة من نتائج 67 ثم حل جميع المسائل المتعلقة بمشاكل الحرب والتنسيق مع الجانب السورى فى جبهة مشتركة لتحقيق قومية المعركة بما يحقق ضمان نجاحها".
وأوضح اللواء كمال عامر: مرحلة التخطيط كانت تدار فيها منظومة كبيرة جدًا وهذه المنظومة سميت على مستوى مصر ويأخذها العالم عننا الآن، هى إعداد الدولة للحرب وشملت، الإعداد السياسى والعسكرى والاقتصادى، ومسرح الحرب، وأجهزة الدولة، وإعداد النواحى المعنوية والنفسية.
وتابع: كل هذه الإجراءات الخاصة بالإعداد مختلف النواحى كان لها نقاط رئيسية، فعلى سبيل المثال الإعداد السياسى الهدف منه إيضاح موقف مصر وعدالة القضية المصرية والعربية، وحق مصر فى استرداد أرضها، وكسب الحلفاء والأصدقاء، وتدبير الاحتياجات للشعب والقوات المسلحة، والإعداد الاقتصادى هدفه حشد جهود الدولة الاقتصادية، وتوفير الاحتياطات، وبناءها، وإعداد مسرح الحرب كان عبارة عن تجهيزه بما يلزمه من مطارات، ومناطق هبوط، وموانئ، وطرق، ومعابر، وكذلك من نواحى إدارية وفنية، وإعدادا المسرح الذى نحارب عليه وهو إعداد المنطقة التى سنحارب عليها وما يعلوها من سماء وما يشاطئها من بحور.
وقال اللواء كمال عامر: كان إعداد مسرح الحرب يسير على قدم وساق مع باقى نواحى الإعداد، ثم إعداد الشعب بإزالة البركان النفسى من عليه، ثم إعداد القوات المسلحة شمل إعداد الجندى والقائد تدريجيا ومعنويا وإداريا وفنيا، وكان على القوات المسلحة أن تخطط للحصول على كل المعلومات المتاحة التى تدعم نجاحها فى الحرب، ولتحقيق هذه المنظومة شاركت القوات المسلحة بأفرعها المختلفة لتحقيق تدفق المعلومات والبيانات الواضحة عن العدو، ثم بعد ذلك حل المسائل والتغلب على العراقيل التى كان العدو يضعها أمام القوات مثل الساتر الترابى الذى أنشئ على خط قناة السويس، خط بارليف الحصين والموانع المتعددة وكل الاحتياطات المختلفة، بالإضافة إلى العديد من الوسائل الأخرى منها "مواسير النابالم" أسفل مياه قناة السويس.
وأوضح فى حواره: مراحل الإعداد والتخطيط شملت أيضا التنسيق مع الجبهة السورية، والتخطيط المحكم، ثم اختيار وقت الهجوم، بالشهر واليوم والساعة المحددة، وخضع كل ذلك لمعايير علمية وجوية وجومائية وموضوعات كثيرة جدا أثرت على إحكام التخطيط، وقد كان له أثره فى نجاح المعركة، بالإضافة إلى تنظيم خطة خداع محكمة لإقناع العدو عن توقيت الهجوم، بالإضافة إلى أن حرب أكتوبر عالجت الأخطاء التى وقعنا فيها فى حرب 67، بوضع هدف سياسى وعسكرى يتماشى مع إمكانيات القوات، يتمثل فى إنهاء حالة اللاحرب واللا سلم التى سادت المنطقة، والتى كانت تفرضها القوى العظمى فى ذلك الوقت أمريكا والاتحاد السوفيتى، والهدف العسكرى كان تحدى نظرية الأمن الاسرائيلى بعمل عسكرى يتفق مع إمكاينات وقدرات القوات المسلحة المصرية ويتحدى القدرة العسكرية ويستعيد الشاطئ الشرقى، وتعبر القوات من نقطات مختلفة بقوات رئيسية للاستيلاء على الأراضى المغتصبة شرق القناة حتى تتمكن القوات المسلحة من تحرير الأرض سواء بالحرب أو السلم.
واستطرد رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان: كانت نتيجة التخطيط المحكم وإدارة منظومة الدولة للحرب نتائج مبهرة، فالدروس المستفادة من الحرب هى وقفة الشعب خلف جيشه فى تكاتف حقق النصر.
"كان استعداد كل جندى وقائد وضابط بالقوات المسلحة أن يضحى بحياته فى سبيل بلده، كان ذلك من أهم الدروس المستفادة، بالإضافة إلى التخطيط المحكم، ثم أسلوب اقتحام قناة السويس، ومهاجمة العدو فى وقتٍ واحد.. هذه الحرب حققت فى دروسها المستفادة –الاستراتيجية العسكرية– أمورًا استفاد منها العالم نتيجة إغراق المدمرة إيلات، وغُيِّرَت مفاهيم المعركة البحرية باستخدامها القطع البحرية الصغيرة، ليبدأ العالم بعدها فى تطبيق التجربة المصرية، فضلاً عن استخدام القوات المسلحة المشاة فى مراحل الحرب الأولى مع استخدام الهيلوكبتر المسلح، واستخدام منظومة القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية، وهذه المنظومة تطورت فيما بعد لتكون الحروب الإلكترونية الحديثة.
وأكد "عامر" أن حرب أكتوبر أرسلت رسائل للمستقبل استخدمت فيها القوى العظمى الأقمار الصناعية، وأصبحت الآن سمة من سمات الدول، بالإضافة إلى أن نجاح مصر فى عمل حائط الدفاع الجوى وتأمين القوات عند العبور كان رسالة كبيرة لاستخدام الصواريخ فى الحروب القادمة، فحرب أكتوبر كانت بداية الحروب الحديثة، وكانت علامة بارزة من علامات النصر وقوة هذا الشعب الذى يُعَد أقوى ما فى مصر.
وتابع رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى: وقت الحرب كنت رائد أركان حرب.. كنت أقاتل وأهاجم مع أحد لواءات الميكانيكا الذى كان له مهمتين الأولى فى نطاق الجيش الثالث الميدانى ليستولى على نقطة عيون موسى، ورأس مسلة، وجبل أم بردى، وقصيب عرام، وقد تحقق ذلك بنجاح ثم المهمة الثانية تتمثل فى تطوير أعمال القتال فى نطاق مهمة البحر الأحمر التعبوية التى كانت تبدأ من أبو رديس، حتى الطور وشرم الشيخ
 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;