إن الإسلام منهج حياة في جميع جوانب الحياة سواء أكانت الحياه الاقتصادية أم الاجتماعية أم السياسية فهو كاملٌ لجميع جوانب حياتنا فلا نستطيع أن نعزله فهو المسند الصحيح للإنسان في حياته إن تحير وتعثر المسلم في أي شأنٍ من أمور دنياه ولذا ينبغي للمؤمن أن يكون صاحب قوةٍ بدنيةٍ وفكريةٍ ومادية وكذا إيمانيةٍ روحيةٍ وحتى وفي حالة عدم تحصيله لبعضٍ منها فلا ينبغي له أبدًا من أن يحزن أو يقنط بل باالعكس. هنا لا بد عليه من تقوية إيمانه وملئه بمختلف الطاعات والعبادات لقوله عز وجل {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مؤمنين))
(( أنتم أيها المسلون الأعلون على كل الأمم .))
عقيدتكم أعلى فأنتم تسجدون لله وغيركم يسجد لشيء من خلقه أو لبعض من خلقه، وشريعتكم أعلى، فأنتم تسيرون على شريعة الله وغيركم يسير على شرائع من صنع خلق الله، ودوركم الأعلى فأنتم الأوصياء على هذه البشرية كلها، الهداة لهذه البشرية كلها، وغيركم شارد عن المنهج ضال عن الطريق، ومكانكم في الأرض أعلى، فلكم وراثة الأرض التي وعدكم الله بها، وغيركم إلى الفناء والنسيان صائرون، فإن كنتم مؤمنين حقاً فأنتم الأعلون، وإن كنتم مؤمنين حقاً فلا تهنوا ولا تحزنوا، ( فإنما هي سنة الله أن تصابوا وتصيبوا على أن تكون لكم العقبى بعد الجهاد والابتلاء والتمحيص) .
أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، فلماذا الوهن والضعف وتقديم التنازلات والظهور أمام العالم بمظهر المنهزم المتخاذل .
ما بال هذه الأمة قد نكست أعلامها، وهزل جسمها، وأفلت الزمام من يدها، هل انقطعت الصلة بينها وبين سلفها وماضيها المشرق،
: ((مصدر العزة))
هو الله تعالى والالتجاء إليه فهو يُذِلُّ من يشاء ويُعِزُّ من يشاء وهو على كل شيء قدير.
قال القرطبي: فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ويدخل دار العزة, فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ومن اعتز بالله أعزه الله.
قال أبو بكر الشبلي: من اعتز بذي العز فذو العزِّ له عزٌُ.
قال الشافعي: من لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عز له.
(( أسباب العزة:))
1 ـ الإيمان بالله تعالى وطاعته.
2 ـ الإيمان باليوم الآخر.
3 ـ الجهاد في سبيل الله.
4 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5 ـ التواضع.
6 ـ العلم الشرعي.
7 ـ العفو عن الناس مع المقدرة.
8 ـ اليقين بأن المستقبل لهذا الدين.
9 ـ الثقة بنصر الله وانتصار الدين.
إن العزة ميراث المؤمن, فليحرص كل مؤمنٍ على ميراثه