فعلا ليس كل الفراغ سيء أو ضار ، لذلك عندما نتحدث عن الفراغ المصقول فإننا نشير إلى موضوع هام ونرتقي لفكر راقي، فحينما نركز على تطوير أنفسنا ونمتلك القدرة على الاستمتاع بالهدوء والسكينة، فإننا نشعر بالتوازن والسعادة. ومن الجدير بالذكر أن هذا الشعور لا يأتي بالتركيز على زيادة الأشياء المادية الممتلكة بل يأتي من خلال الاسترخاء والتركيز على الأشياء البسيطة في الحياة.

يمكننا أن نعرف الفراغ المصقول بأنه الحالة التي يشعر بها الإنسان عندما يتخلى عن الضجيج الدائم والإيقاع السريع للحياة من حوله ، ويتمكن من الاستمتاع بأبسط الأشياء ويخلق من خلالها الهدوء والسكينة. وهذا الشعور يأتي من خلال العزلة والتأمل والتفكير في الأمور البسيطة التي تحيط بنا، والتي قد نغفل عنها في حياتنا اليومية المزدحمه.

وعلى الرغم من أن العديد من الناس ينظرون إلى الفراغ المصقول على أنه حالة سلبية، إلا أنه في الواقع حالة إيجابية جاده جداً. فهو يساعد على تهدئة العقل والتركيز على الأهداف والرؤى الشخصية التي قد تتوه في خضم الضوضاء التي نعيشها ، ويساعد أيضاً على الوصول إلي حاله من الاستقرار النفسي والعاطفي. كما أنه يمنح المرونة الوجدانيه والتأقلم مع التغييرات في الحياة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الفراغ المصقول على تحسين العلاقات الشخصية، حيث أنه يساعد الإنسان على الاستماع بشكل أفضل للآخرين والتفاعل معهم بشكل إيجابي وفعال. كما أنه له دور متميز في عمليه تحسين الإبداع والإنتاجية في العمل، حيث يتيح للإنسان الفرصة للتفكير بشكل أفضل وإيجاد حلول جديدة للمشاكل.

ومن أجل تحقيق الفراغ المصقول، يجب على الإنسان الاهتمام بصحته النفسية والعاطفية، وتحسين قدرته على التحكم في مشاعره وتفكيره. ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة عمليه التأمل واليوغا والرياضة، والاستمتاع بالأنشطة البسيطة مثل القراءة والمشي والاستماع للموسيقى.

كما أن التفكير الإيجابي والتركيز على الأشياء الإيجابية في الحياة يساعد على تحقيقه بشكل كبير .
كما يمكن اللجوء إلى الأصدقاء والعائلة أوالمساعدة النفسية أحياناً في حال الحاجة لذلك.

وفي النهاية، يمكن القول بأن الفراغ المصقول هو حالة إيجابية تساعد الإنسان على التحكم في حياته وتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي. ويمكن تحقيقه من خلال الاهتمام بصحة الإنسان النفسية والعاطفية، والتركيز على الأشياء البسيطة في الحياة والتفكير بشكل إيجابي واللجوء إلى المساعدة في حالة الحاجة.