دعاة علي أبواب جهنم

دعاة علي أبواب جهنم
خرج الشباب شباب فيس بوك. وثاروا علي الرئيس محمد حسنى مبارك. بحجة التغيير ،والإصلاح ،والبناء، والإعمار ،والحرية، والعدالة الاجتماعية ،والاقتصادية ،والسياسية ، .فكان الخراب والدمار وهتك الأعراض، وسفك الدم الحرام والقتل في كل مكان الهرج والمرج والفوضى الخلاقة، والسب يعود إلى دعاة الفتنة والضلالة من جماعات الإخوان المسلمين والسلفيين الحركيين والحزبيين،. زاعمين أن الخروج علي ولاه الأمر من الواجبات، بل هو من صلاح الأعمال ،بل لا يكمل الدين إلا بالمظاهرات ويؤجر عليه من فعله ومن لم يفعله فهو آثم عاص لله رب العالمين
((دعاة الفتنة)) امتلكوا الفضائيات بعدما أصبحوا نجوما واستغلوا حاجة الناس. للدين فشوهوا صورة الإسلام العظيم، بالتحريض، والتهييج علي ولاه الأمر، مما جعل الشباب يفتن بهم فكانت الدماء البريئة في كل مكان
((إن سألت عن أي دم؟)) في اليمن في سوريا في ليبيا في تونس ستجد أن دعاة الفتنة لهم النصيب الأكبر في تحملهم الدماء والخراب.
((دعاة الفتنة)) أكثرهم كان ينافق السلطة ثم يضرب خنجره المسموم في ولاة الأمر والدولة تقربا إلي الله واحتساباً لله رب العالمين، إنه الجهل ،وقلة الدين، وعدم الورع، وحدث ولا حرج ،استغلوا الدين لمآرب ومصالح فشوهوا صورة الإسلام العظيم
فضيعوا وخربوا ،قال الله تعالى(( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا.ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد))
((. فهؤلاء هم أهل الضلال المبتدعة)) روي البخاري في "صحيحه" بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان - رضِي الله عنه - أنَّه قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَنٌ))، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: ((قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: ((هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك)). هذا الحديث رواه البخاري في كتاب الفتن، وإنه لَيُحدِّثنا حديثًا عجيبًا غريبًا عن واقعنا الذي نعيشه، وما فيه من الفِتَن والبلاء، حتى كأنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين أَظهُرنا يصف الداء والدواء، ويُرشِد إلى المخرج من البلاء.
وأوَّل ما يَلفِت النظر هو سؤال حُذَيفَة - رضِي الله عنه - عن الشر دُونَ من سواه؛ فالصحابة يسألون عن الخير وما يتعلَّق به، وحُذَيفَة - رضِي الله عنه - يَسأَل - وحدَه - عن الشر،
وحُذَيفَة - رضِي الله عنه - يُخبِرنا أنه يسأل عن الشر مَخافَةَ أن يُدرِكه، وهو أمرٌ لا ينقضي منه العجب؛ لأن حُذَيفَة - رضِي الله عنه - يخشى من الشر، وهو يَعِيش في زمان النبوَّة ومكانها، بينما أكثر الناس في عالَم اليوم لا يُفَكِّرون في هذا مع أن الشر قد أَحاطَ بهم، وأحاطُوا به!
وحُذَيفَة - رضِي الله عنه - يَشعُر بنعمة الهداية، ويَخَاف من زوالها وتحويلها، فيسأل: هل بعد هذا الخير من شر؟ ويُتابِع الحِوار فيَظهَر لنا من حواره أن الخير في عصر النبوَّة كان خيرًا خالصًا صافيًا نقيًّا، وأنَّه سيَعقُبه شر، ثم يَعقُب ذلك الشر خير ناقص فيه دَخَنٌ؛ أي: شوائب، وهذه الشوائب قد بيَّنها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنها: قوم يَهدُون بغير هديه؛ أي: على غير طريقته، فالمُستَمِع إليهم يرى في كلامهم معروفًا يعرفه؛ لأنَّه من السنَّة، ويرى في دعوتهم أيضًا مُنكَرًا يُنكِره؛ لأنَّه بدعة وضلالة، فدعوتهم مَزِيج من السنَّة والبدعة، وخَلِيط من الحق والباطل

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;