لم تمنع المشاكل الداخلية في إيران كالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، والعداء المتنامي بين حرسها الثوري ورئيسها، من دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الجيران وجعل ملف قطر من الأولويات.
وخلال لقاء وزير الخارجية الإيراني مع نظيره الألماني، فتح محمد جواد ظريف الملف القطري دون أن يكون مدرجا على جداول الدبلوماسية الإيرانية.
فقطر تمثل لإيران حليفا أمينا، وطهران لا تنسى معروف الدوحة حين تعاطفت معها في الأيام الصعبة قبل الاتفاق النووي مع أوباما، وإيران ترى في قطر فرصة استثمارية كبرى، وتطرح نفسها بديلا عن الجيران العرب.
وفيما تنظر إيران إلى الدوحة كبوابة للتدخل أكثر في العمل العربي، وتكون الإسفين الذي تفرق به العرب عن العرب، يبدو أنه لا مشكلة لدى الدوحة في الطرح الإيراني.
ويرى مراقبون أن دور السلطات في قطر لا يختلف كثيرا عن دور النظام الإيراني في المنطقة، من ناحية دعم الإرهاب وتهديد الأمن.
في الاتجاه الآخر، تقف تركيا أيضا حليفا لقطر، وأنقرة متحمسة بذات القدر الإيراني، ولا يتوقف أردوغان عن التصريح دعما لقطر، فيبدو ناطقا باسمها، بل إن الحماسة أخذت أردوغان في مرة، وقرر رفض المطالب الموجهة لقطر ناسيا أن المطالب موجهة لدولة أخرى غير التي يتزعمها.
وأسباب التحالف القطري التركي لا تختلف عن تلك التي تجمع إيران بقطر، فأنقرة أيضا تجد في الدوحة منبعا للمال، ومدخلا للعب دور بين العرب.
ووصل المدخل التركي إلى حد إرسال قوات إلى الإمارة، وإنشاء قاعدة عسكرية فيها، لكن أهم ما يجمع تركيا وقطر هو المنطق الحزبي الضيق، جماعة الإخوان المدرجة على قوائم الإرهاب ومن لفها من أفراد وكيانات.
المصالح المشتركة ضعيفة الأساس والمنطق الحزبي الضيق، يوضحان الضيق الفعلي لمستقبل العلاقة بينهم، مستقبل يمكن استشرافه حينما نرى قطر وقد بدلت الجيرة واللغة والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، بعلاقات مع جماعات ودول في الأساس فيها إما المال والدعم أو الفكر المتطرف.
وكانت أربع دولة عربية هي مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر هذا الشهر، لتمويل الدوحة الإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي والتقرب من إيران.