تشير التطورات الميدانية في معقلي داعش بسوريا والعراق إلى أن بداية نهاية التنظيم المتشدد الذي أعلن "الخلافة" المزعومة قبل 3 أعوام باتت وشيكة، لما تمثله الرقة والموصل من أهمية رمزية واستراتيجية للمتشددين.
وبعد أكثر من 8 أشهر على بدء معركة استعادة الموصل التي كانت تعد عاصمة المتشددين في العراق، لم يتبق في قبضة داعش من المدينة سوى مساحة قليلة من المدينة، حسب ما أعلنت مصادر في القوات العراقية.
والمعارك الأخيرة تدور حاليا في المدينة القديمة، حيث قال القائد في قوات مكافحة الإرهاب العراقية، المقدم سلام العبيدي، إنه "تم تحرير 65 إلى 70 في المئة" من هذه المنطقة، ولايزال "هناك أقل من كيلومتر مربع للتحرير".
والمعارك التي تدور حاليا في الموصل القديمة من الأكثر عنفا خلال ثلاث سنوات من الحرب ضد داعش، التي تخوضها القوات العراقية مدعومة من غطاء جوي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعلى وقع التطورات الأخيرة في الموصل، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبش، إن "زوال" تنظيم داعش من العراق "بات وشيكا"، لكنه أبدى أيضا قلقه العميق إزاء المدنيين الذين لايزالون محاصرين.
أما في سوريا، فقد حققت "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من واشنطن، فقد بدأت في وقت سابق من الشهر الحالي حملة لاستعادة "العاصمة السورية" لداعش الرقة، بعد حملة طويلة لعزل المتشددين داخل المدينة الواقعة في الشمال السوري.
وطردت قوات سوريا الديمقراطية مسلحي داعش من مساحات واسعة من الأراضي في شمال سوريا على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية، قبل أن تنجح في الأسابيع الأولى من بدء معركة الرقة في دخول المدنية من أكثر من محور.
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت قوات سوريا الديمقراطية، المؤلف من جماعات سورية من الكرد والعرب، إن مسلحيها حققوا مزيدا من التقدم في الرقة، إذ استولوا على حي القادسية غربي المدينة.
ويساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدم قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش في حملة الرقة بالمستشارين العسكريين والقصف المدفعي والغارات الجوية، بما في ذلك ضربات تستهدف قادة التنظيم.
وقال التحالف هذا الشهر إن ضرباته الجوية قتلت "مفتي التنظيم" تركي البنعلي، وهو رجل دين كانت مملكة البحرين الجنسية قد أسقطت الجنسية عنه بسبب نشاطاته الإرهابية، اسمه الحقيقي سمير الخليفاوي.
وفي موازاة ضربات التحالف، تشن أيضا روسيا، التي تدعم النظام السوري، غارات على داعش، وقد قالت في وقت سابق إنها وجهت ضربة أواخر مايو الماضي لمقر كان يضم قيادات داعش، بينهم زعيمهم أبوبكر البغدادي.
وكانت الخارجية الروسية عبر، الخميس الماضي، عن ثقة عالية أن أبو بكر البغدادي قد قتل، في هذه الغارة التي استهدفت تجمع القيادات جنوبي الرقة، وفي حال صحت هذه التقارير فإن ذلك يشكل ضربة موجعة أخرى لداعش.
يشار إلى أن فصائل من المعارضة السورية، المدعومة من تركيا كانت قد استعادت مناطق من مسلحي داعش في الشمال السوري، كما تقدم الجيش السوري هذا العام سريعا في المناطق الصحراوية التي كانت خاضعة للتنظيم.