ألقى الداعية الإسلامى كمال بكير خطبة الجمعة بمسجد " الريان " الجديد، بمدينة القصير جنوب البحر الأحمر ، و حث المصلين على الصبر في جميع الأحوال المعيشية مستشهداً بحديث رسولنا الكريم " ص " ، حينما سئل عن الإيمان فقال : " هو الصبر "، و أكد أن الله سبحانه و تعالى جعل الصبر جزاء أهل الجنة ، أي أن الصبر هو ثمن دخول الجنة .
و من أنواع الصبر قال الخطيب، الصَبرُ على الطاعة كصيام شهر رمضان، حيث أنه في بعض الأوقات يكون الصيام مرهقاً، و الصَبرُ عن المعصية ،و الصَبرُ على المَرض ،و الصَبرُ على الفَقر والفاقة، والصَبرُ على أذى الغَير.
و تابع الخطيب، إن الصابِر ليسَ لَهُ الحور والقصور في الآخرة، بل وهو في الدُنيا يعيش المَعية الإلهية، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
و أستطرد خطيب الجمعة قائلاُ ، الإنسان الذي يفقدُ مثلاً ثلاثة أو أربعة من أعزته ، كأن يفقد زوجتهُ وأولادهُ دفعةً واحدة؛ ويكون مُتجلِداً وكأنّهُ ما فَقدَ شيئاً عَظيماً، البَعضُ قَد يتهمُه بقساوة القلب؛ لأنه لا يبكي كَثيراً، ولا يُغمى عليه، ولكنَ رَب العالمين يُفرغُ عليهِ الصَبر.
وعليه، ينبغي للمؤمن أن يغتنم هذه الفرص التي منها أيام المَرض، وأيام المصيبة والعزاء، فهذا العزيز حتى لو كانَ ولَداً سيُنسى بَعدَ فترة، وبَعدَ سَنة أو سنتين كأنّهُ لم تَقع المُصيبة، من هنا يتوجه الإنسان إلى اللهِ عَزَّ وجل في تلك الأيام مستغلاً هذه الفرصة للتقرب إلى الله و أن يكون من الصابرين المحتسبين.
و أختتم خطيب الجمعة داعياً الله ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام والمسلمين، وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.