تعتبر السمنة هي بيت الداء وهي أساس الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة، وقد تؤدي إلي الوفاة في كثير من حالات السمنة المفرطة.
وأوضح الدكتور محمد الفولي استشاري جراحات السمنة والمناظير ونحت القوام، إن السمنة مرض خطير حيث تزيد به نسبة الدهون في الجسم بشكل مفرط، ومشكلة السمنة ليست في المظهر وشكل الجسم فقط بل هي مشكلة طبية تؤثر سلبياً على الصحة وتسبب العديد من الأمراض مثل مرض القلب والسكري وأنواع معينة من السرطان وأمراض الضغط وغيرها من الأمراض الخطيرة.
*أسباب حدوث السمنة:
وأكد الدكتور محمد الفولي إن هناك أسباب لحدوث السمنة منها تناول سعرات حرارية أكثر مما يحرقه الجسم فيام تخزينه على هيئة دهون إذا لم يتم حرقه خلال الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية، أيضا تناول المشروبات المرتفعة السعرات الحرارية والشعور المستمر بالجوع أو الجوع المرتبط بالحالة النفسية مثل التوتر والقلق.
واستطرد حديثه قائلا إن التقدم التكنولوجي في كل شىء أدى إلي حدوث السمنة مثل وجود السلالم المتحركة في مواقع التسوق وظهور ما يسمى بالتسوق الإلكتروني واستخدام الريموت كنترول خلال حياتنا.
أيضا من الممكن أن تكون السمنة وراثية، كما إن الخصائص الوراثية قد تؤثر على مدى كفاءة الجسم في تحويل الطعام إلي طاقة وتؤثر ايضا على معدل الحرق في الجسم مما يؤدي إلي حدوث السمنة.
وشدد الدكتور محمد الفولي إن نظام الحياة المتبع في تناول الطعام له دور اساسي في الإصابة في السمنة خاصة اتباع نظام غير صحي يحتوي على سعرات حرارية مرتفعه، مشيراً إلي إن هناك ما يسمى السعرات الحرارية السائلة والتي يمكن للأشخاص تناولها بسهولى دون الشعور بالشبع مثل تناول المشروبات الغازية والتي تساهم في زيادة الوزن بشكل كبير.
وأكد الدكتور محمد الفولي إن قلة النشاط والخمول وعدم ممارسة اي انشطة خلال اليوم والجلوس لساعات طويلة في العمل أمام شاشاات الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
وكشف الدكتور محمد الفولي عن الأمراض أو الأسباب الطبية التي قد تؤدي إلي حدوث السمنة مثل متلازمة برادرفيلي ومتلازمة كوشينج وغيرها من الحالات مثل التهاب المفاصل والذي قد يؤدي إلي قلة الحركة وبالتالي زيادة الوزن، لافتاً إلي إن هناك بعض الأدوية التي قد تؤدي إلي زيادة الوزن مثل مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة لنوبات الصرع، وأدوية السكري، والأدوية المضادة للذهان، والستيرويدات، وحاصرات مستقبلات بيتا.
وأكد الدكتور محمد الفولي إن هناك عوامل أخرى تساهد في زيادة الوزن مثل الحمل والإقلاع عن التدخين والذي يرتبط غالباً بزيادة الوزن، ايضا قلة وعدم انتظام النوم، والتوتر، والتقدم في العمر الذي يؤدي بالتبعية إلي إنخفاص في معدل الأيض أو الحرق في الجسم.
* مضاعفات وأمراض السمنة:
وفي السياق ذاته أشار الدكتور محمد الفولي إلي المضاعفات والأمراض التي قد تحدث لمريض السمنة والتي تتمثل في مرض القلب وأرتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والقلبية والكوليسترول وأمراض القلب، وداء السكري من النوع الثاني حيث تؤثر السمنة على تنظيم معدل السكر في الدم مما يسبب الإصابة بالسكري.
وأضاف: إن هناك أنواع معينة من مرض السرطان تكون مرتبطة بالسمنة مثل سرطان الثدي والرحم والمبيض والقولون والشرج والكبد والمرارة والبنكرياس والبروستاتا والكلى.
وأوضح الدكتور محمد الفولي إن السمنة تسبب في حدوث مشكلات الهضم واحتمالية الإصابة بحرقة المعدة واعتلال المرارة ومشاكل الكبد، مشيراً إلي إن مريض السمنة قد يصاب بإنقطاع النفس النومي وهو أمر خطير للغاية ويحدث بشكل متكرر أثناء النوم.
ومن مضاعفات السمنة الإلتهاب المفصلي العظمي لأن الوزن الزائد يؤثر على العظام ويزيد من الإلتهابات في الجسم، وأخيرا السمنة قد تكون عامل مساعد للإصاب بكوفيد 19 وتزيد من أعراضه الحادة والخطيرة حيث إن مريض السمنة الذي يصاب بفيروس كورونا يحتاج لوحدات عناية مركزة أو الخضوع لأجهزة التنفس الاصطناعي.
* تأثيرات نفسية:
وأكد الدكتور محمد الفولي إن هناك تأثيرات نفسية للإصابة بالسمنة منها الشعور بالإكتئاب والرغبة في العزلة الإجتماعية والشعور بالإحراج أمام الأخرين وعقدة الذنب وأيضا عدم القدرة على إنجاز العمل.