أكتب إليك ياشهيد الواجب والوطن وأنت فى عليين حيا مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا لعلك تتقبل رسالتى وتتأكد من صدق المشاعر التى عبر عنها الألاف ممن ساروا خلف جثمانك الطاهر ومشاعر الملايين من أبناء مصر فى جميع أنحائها ،وانفطرت قلوبهم من شدة الحزن مع إيمانهم الكامل بأن الموت حق وأن منزلة الشهداء تعلو فوق كل تضحية يتمنى أن ينالها المؤمنون من أصحاب المبادىء والقيم وأنت فى ميدان الشرف تذود عن حمى الوطن وتجاهد أعداء الله والوطن والإنسانية .

يا شهيد فلتهنأ فى مقامك الكريم حيا عند ربك الذى كرم أمثالك وأبقاهم لديهم أحياء يرزقون ،ولتتأكد أن لوعة أهلك وصرخة والديك وابنائك التياعا وكل دموع أهل مصر إذا كانت قد أحاطت بك ورزقتك إلى مقامك فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر فإنها جميعا فى الوقت ذاته ستتحول إلى مقاصل للحمقى ومن ورائهم أعداء الله والوطن والإنسانية وتصبح آثاما تحاصرهم فى الصحو والمنام تؤرق حياتهم وتسد أمامهم طرق النجاة والهرب ،وتقطع كل يد امتدت بسوء إلى أعز أبناء الوطن وأنبل رجاله أبناء القوات المسلحة المصرية ،وسوف يقف الشعب ليحاسب كل النفايات البشرية حسابا عسيرا .

فأهنأ أيها البطل الشهيد فى مقامك الأبدى فدمك الطاهر لن يذهب سدى .