قلوب أحياها الحب

قلوب أحياها الحب

هناك الكثير من المشاعر تحيط بالإنسان منها الجيد ومنها الردئ منها المحيي ومنها المميت إلا أن الحب هو اهم المشاعر التي يرغب بها الإنسان فمن منا لا يرغب في أن يُحبّ وأن يُحَبّ. فلولا الحب لتحولت الأرض الي غابه مليئة بالوحوش

والحب انواع منها : الحب الطاهر , الحب الشهواني , حب الأصدقاء , حب الطبيعة والحيوان

لكن الجوع إلى الحب الطاهر، وإشباع هذا الجوع هو طريق السعادة الحقيقة ..

ففي مستشفى للأطفال في مدينة "أبيوود" بأنجلترا، كان يرقد الطفل چوني ذلك الصغير الذي احضره أبواه حين اصيب بمرض يحتاج إلى علاج طويل ثم مضى شهر ولم يزر الوالدان ولدهما... ثم شهران، ثم ثلاثة...

كان الصغير يتطلع كل لحظة إلى الباب متوقعاً أن يرى والديه، ولكنهما لم يعودا لرؤيته... اتصلت إدارة المستشفى بالعنوان الذي تركه الوالدان، فلم تجد لهما أثراً... ومضت أعوام والصغير المسكين يرى الأمهات والآباء يزورون من معه في الغرفة من الصغار ويحملون لهم الهدايا، وهو وحده في سريره لا يزوره أحد ولا يفكّر فيه أحد.

كان الصغير جائعاً إلى الحب... فبدأ يكذب على رفقائه الصغار لينفي عن نفسه عار الوحدة والنسيان... وراح يقول لهم: "لقد زارتني أمي في الليل أمس أثناء نومكم وأمطرتني بالقبلات، وأبي أيضاً جاء معها... وأدركت كبيرة الممرّضات في المستشفى أن جوع الطفل إلى الحب هو الذي اضطرّه إلى الكذب...

فنشرت قصته وصورته في الصحف.. وفي اليوم التالي كان الكثيرون يقفون أمام باب المستشفى وهم يحملون الهدايا للصغير "جوني"..

وبكت سيدة أمام الباب لما منعوها من الدخول، فقد ركبت ثلاث قطارات وقطعت مسافة كبيرة لتزور هذا الصغير الجائع إلى الحب.. فسمحوا لها بالدخول، وأخذ "جوني" الهدايا التي أحضرها من زاروه، وراح يوزّعها على رفقائه، وأحسّ بالدفء يسري في كيانه بعد البرودة، وبالحب الذي غمره به الكثيرون يحوّله إلى إنسان سعيد. كان "جوني" جائعاً إلى الحبّ!

و بعد عمر .. أصبح " جونى " شاباً , و تعافى بنسبة كبيرة من مرضه ..

كان الجميع يعلم , أن شفائه لم يكن يوماً بفضل الأدوية و لا الأمور الطبية ..

شفاؤه تم , عندما امتلأ قلبه دفئاً و حياه ,بفضل لمسات المحبة التى أعادته الى الحياه ,, حتى و ان كانت تلك اللمسات من أشخاص لا تربطه بهم علاقة دم أو قرابة .. انما كان كافياً له علاقة القلوب و امتزاج الارواح , حتى يشفى جسدياً و نفسياً ..,

فأصبح أكثر تعللقاً بكل ما منحته اياه الظروف .. أكثر وعياً و تقديراً لما حُرم منه .. حتى انه كان بامكانه أن ينطلق خارج المشفى ليحيا حياه طبيعية و يكون أسره سعيده كحلم أى شاب ..

الا أن المحبة التى غمرت قلبه , جعلته يكرس باقى أيام حياته , لخدمة هؤلاء الأطفال المُهملون من قبل الكبار و الأهل .. و أخذ على نفسه , الا يترك طفل محتاج أو محروم للحب ...

ربما لم يكن بشخصية مشهورة , يتردد اسمه على الالسن ,, لكن الاكيد , أنه كان سبب فى اعادة احياء قلوب كثيرة رغم قسوة الحياه من حولهم ..

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;