أن عملية صنع القرار هي من اخطر المهام التي يواجهها اي نظام محليا ودوليا ،ومما لاشك فيه أن الرأي العام هو أبرز وأهم العوامل في عملية صنع القرار لأن استقرار أي دولة لايقوم الا علي استقلالية السلطات ،واعطاء الحرية الكاملة لجميع المراكز والافراد لإبداء رأيها بما يضمن المشاركة الفعالة في صناعة القرار لأن من الطبيعي أن كل من يشارك في هذه العملية سيبذل أقصي جهد لانجاحها ،وكلما تعددت قنوات المشاركة وتنوعت مصادر المعلومات كانت القرارات سليمة والثغرات أقل والنجاح مؤكد ،كما يجب علي صاحب القرار أن يدرك أن إصدار القرار ليست إلا الخطوة الأولي التي تسبق قرارات أخري في ضوء ردود الأفعال وسير الأحداث عند الشروع في التنفيذ الفعلي علي أرض الواقع ولذا يجب أن يكون علي استعداد دائما لابتكار مايراه مناسبا في ضوء التحديات والتغيرات المفاجئة.

و الشباب بما يمتلكه من طاقة جسدية ونفسية وعقلية مؤهل للصراع ومواجهة التحديات اكثر من غيره من أدوات القوي الناعمة في الدولة ،وهم اكثر الشرائح المجتمعية التي تمتلك مقومات كثيرة تجعلهم قادرين علي تحمل أعباء ومسئوليات المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية علي أن يتم ذلك في إطار تعزيز الوعي السياسي والمجتمعي والثقافي لديهم وتشجيعهم لترك ثقافة الكسل والسلبية مع إتاحة المجال لهم للوصول إلي مواقع قيادية داخل المجتمع باعتبارهم القوة الفاعلة القادرة علي التعبير وتدريبهم لتنمية مهاراتهم وقدرتهم في هذا الشأن

ومما لاشك فيه أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استطاع أن يحقق ذلك حيث اتجه الي الاستثمار في التنمية البشرية والتي أصبحت ضرورة لاتقل أهمية عن تعزيز القوة العسكرية لحماية الدولة ،فالدول المتقدمة تعتمد في نهضتها علي ماتمتلكه من قوة بشرية والتي أصبحت جزء لا يتجزأ من النمو الاقتصادي لأي دولة

وقد وضع سيادته الشباب في أولويات اهتماماته لتعزيز مكانتهم ومشاركتهم الفعالة في صنع القرار ، وقد كانت المؤتمرات الشبابية التي أقيمت تحت رعايته والتي يشهد اليوم المؤتمر السابع لها عظيم الأثر في استكمال منظومة تمكين الشباب صناع المستقبل ، وأتاحة الفرصة لتحفيز طاقاتهم وابداعاتهم والتعبير عن آرائهم وطموحاتهم مما يؤكد في النهاية علي أن الشباب هم شركاء في تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ نحو التنمية المستدامة.