تجلت عبقرية صلاح الدين العسكرية في معركة حطين ، فاستطاع أن يهزم جيش الصليبيين المكون من 63000 مقاتل بجيش قوامه 12000 مقاتل فقط ، فيقتل منهم 30000 ويأسر 30000 بالإضافة لأسر ملك مملكة بيت المقدس “غي دي لوزينيان” وأمير حصن الكرك “أرناط”.
صلاح الدين ليس عربيا وإنما كردي ولد بتكريت بالعراق ، لم تعادل قوة صلاح الدين العسكرية قوة الصليبيين في أية معركة جرت بينهما أبدا ، بل كانوا أضعاف جيشه دائما ورغم ذلك هزمهم شر هزيمة بصدق إيمانه.
جاهد صلاح الدين 12 عاما كاملة لتوحيد الشام بعد أن تمزقت مملكة السلطان المجاهد “نور الدين” بعد وفاته فأصبحت كل مدينة دولة ، ثم تفرغ لمعاركه الرئيسية مع الصليبيين.
كان صلاح الدين رحيما حتى مع أعدائه ، فكان بعد فتوحاته يقف على طريق النصارى المنهزمين ، ينظر إن كان فيهم عجوز أو مريض ليعينه على حاجته ، ودفع الفدية لفقراء النصارى بالقدس عندما فتحها من أمواله الخاصة.
فتح صلاح الدين القدس الشريف بعد أن كان في يد الصليبيين لمدة 88 عاما ، وجاهد صلاح الدين الممالك الصليبية في الشرق وجيوش 12 دولة أوروبية وحده فلم ينصره بعدة أو عتاد أحد من الممالك الإسلامية ورغم ذلك لم تضعف عزيمته ، لم يتقابل “ريتشارد قلب الأسد” مع صلاح الدين الأيوبي أبدا وقد طلب ريتشارد اللقاء ورفض صلاح الدين ، عندما مرض ريشارد أرسل له صلاح الدين الأطباء لعلاجه ، لكن ريتشارد قلب الأسد ردهم.
واجه صلاح الدين الأيوبي الحملة الصليبية الثالثة المعروفة بحملة الملوك وقدرها 250000 مقاتل انضموا ل200000 مقاتل من المماليك الصليبية في الشرق فلم يستطيعوا استرداد القدس بل هم من طلبوا منه الصلح.
حزنت الأرض على موت صلاح الدين من شرقها إلى غربها حتى أعداؤه حزنوا عليه لما رأوه من عظمة أخلاقه بشهادة المؤرخين الغربيين الذين ألفوا المؤلفات في وصف صلاح الدين.
حكم صلاح الدين 24 سنة قضى منها 16 راكبا على الخيل مجاهدا في سبيل الله ، فعاش أغلب حياته في الخيام ولم تفتنه قصور الدنيا رحمه الله وحينما مات دفن معه سيفه داخل قبره.
وقام بذلك القاضي الفاضل وهو يقول هذا تتوكأ عليه الي الجنة ...
سيفك يشهد لك بجهادك ١٦ سنة في سبيل الله