مر مفهوم الأمن القومي بمرحلتين مهمتين نتيجة التطورات العالمية ففي المرحلة الأولي كان ينظر اليه بالنظرة الاستراتيجية الضيقة وهي صد هجوم عسكري معادٍ وحماية الحدود من الغزوات الخارجية والمحافظة على الاستقلال الوطني، وفي المرحلة الثانية صار على الدولة أن تؤمن مواطنيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ضد أخطار متعددة فرضتها طبيعة الانفتاح الواسع على العصر الحديث.وفي ظل انتهاء عصر العزلة، وذيوع فكرها تراجعت سيادة الدولة وتناقصت استقلالية القرار لصالح قوى إقليمية أو دولية ولم تعد القرارات الاقتصادية حكرًا للمسئولين في الدولة وإنما أصبحت مشاعا، بالإضافة إلى تأثرها بالمؤسسات الخارجية . حول مفاهيم وأبعاد الامن القومي حاضراللواء اركان حرب بهاء الحريشى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أولى محاضرات اليوم الثالث ببرنامج ”الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي“ الذي تنفذه الادارة المركزية للتدريب وإعداد القادة الثقافيين بإلقاء محاضرة بعنوان ( مفهوم الامن القومى ) مشيراً الى ابعاد الامن القومى و انواعه و نطاقه و التهديدات والمخاطر التى تواجه القارة الإفريقية و دور الشباب فى مواجهة حروب الجيل الرابع التى تستهدف استقرار القارة من خلال السيطرة الفكرية على عقول الشباب و مدى اهمية امن المعلومات فى الحفاظ على السِلم الإجتماعى للدول بالإضافة الى اهمية استيعاب الشباب لمفهوم المواطنة .ثم كانت ثاني محاضرات اليوم ببرنامج "الدراسات الاستراتيجة والامن القومي .حول الاستراتيجية القومية حاضر اللواء اركان حرب هشام السماحي حيث أكد ان لا شك في أن الإستراتيجية القومية ليست بالأمر السهل فهي لا تبني من فراغ, فهناك عوامل كثيرة تجعل منها أمرا معقدا ومتشابك الأبعاد..لذا فلابد من وضع خطوات تنفيذية لبناء السياسات والخطط والبرامج المتعلقــة باستخـدام مــوارد الدولة ووضعها في مكانهـا الصحيح عند التنفيذ بهـدف التوصل إلي تحقيق الغايات والأهـداف القومية,من هذا المنطلق فإن بنـاء إستراتيجيــة قوميـة يتركز علي قدرة المخطط الاستراتيجي علي توظيـف وتنمية موارد الدولـة لخدمـة أهدافهـا القومية.وهو مايتم بعد التحديد الواضح للغايـة القومية العليا والتحديد الدقيق للأهــداف القوميـة التي تحقق نجاح الإستراتيجيــة القومية عبر اختيـار الأساليب الناجحــة وفقا للموارد المتاحة, بالإضافة الي ضرورة التقدير السليم للتحديات والتهديدات من خلال التحديد الواضح للأصـدقاء .