شوارع ضيقة للغاية أشبه بـ "الحوارى" وتنتشر بها الورش الحرفية تشتهر بالأماكن الأثرية ،هي كوم الدكة بالاسكندرية مسقط رأس الفنان سيد درويش ، حيث يوجد بها منزله الذى عاش فيه طويلا الا انه أصبح حطاما في الوقت الحالي. تقع منطقة كوم الدكة وسط الإسكندرية، وتنقسم المنطقة إلى قسمين أحدهما يضم أحياء منطقة وسط البلد الراقية ويمتد إلى شارع فؤاد ، ومنطقة محطة الرمل، ويضم القسم الثانى أحياء المدينة القديمة ، إلى يتسم أهلها بالطيبة، فهم من طبقة محدودى الدخل، ويعملون فى مهن حرفية مختلفة. عرفت المنطقة قديما "باكروبوليس" أي المكان المرتفع عن المدينة الذي أقيم عليه المعابد والمبانى الدينية وذلك أسوة ببلاد اليونان التي كان بها الاكروبول، أختلفت الاقاويل حول تسمية تلك المنطقة " كوم الدكة " منهم من يقول يرجع إلى القرن التاسع عشر، عندما مر عليها المؤرخ النويرى السكندرى وشاهد هذا التل الترابى المرتفع، والذى يشبه "الدكة" والناتج عن إعمال حفر ترعة المحمودية فى عصر محمد على، حيث تكون هذا التل الترابى من أكوام التراب "المدكوك". وأيضا من قال أن المنطقة بها قبر الإسكندر الأكبر، وأن الأمر يعود إلى الأسطورة التى انتشرت بين أهالى الإسكندرية القدامى حول منطقة كوم الدكة، والتى تقول إن الإسكندر كان يجلس على "دكة" مصنوعة من الذهب ومطعمة بالماس والياقوت والجواهر النفيسة، وعندما قرر القيام بحملة من حملاته العسكرية إلى خارج البلاد خاف على الأريكة من السرقة، فجاء بأحد المهندسين وكلفه ببناء غرفة تحت الأرض وضع فيها الأريكة، ثم قتل المهندس، حتى لا يكون هناك من يعرف مكان الأريكة غيره، وأمر بردم المكان كله دون أن يضع فيه ما يشير إلى مكان الأريكة النفيسة المدفونة، ولم يعد الإسكندر الأكبر إلى الإسكندرية ومات فى تلك الحملة التى كانت آخر حملاته. وتحوى منطقة كوم الدكة آثارا قديمة تعود إلى العصر الرومانى واليونانى والبطلمى، أهم المناطق الأثرية بها هى المسرح الرومانى، وهو المسرح الوحيد فى مصر الذى يعود إلى العصر الرومانى ،وتعتبر هذه المنطقة مزارا سياحيا شهيرا يقصده الكثير من زوار الإسكندرية.