منتخب فرتسا الحاصل على كأس العالم مرتين، سواء منتخب أفريقيا زيدان 98 أو منتخب أفريقيا 2018، كان أكبر دليل واثبات على أن إنتماء من تعطيه فرصة ثانية كريمة للعيش لا يقل عن إنتماء أبناء الأرض بل يزيد في كثير الأحيان، ولكن في إطار رؤية شاملة لجذب صفوة المهاجرين وإنخراطهم في المجتمع بشكل يخدم الدولة.. ودعوني أختلف مع كثيرين لو قلت إن كذلك الحال مع المنتخب القطري قي كاس اسيا 2019 لأنه ببساطة شديدة مش عيب انك تكون مجتمع جاذب وتستغل المهاجرين لصناعة مجد لبلدك والمجتمع المصري نفسه كان ملئ بالجنسيات الإجنبية المنخرطة فيه والعاشقة ليه خلال فترة الملكية.. لكن المشكلة هنا أعمق بكتير لأن يا ريت الفكرة دي عند العرب، وخاصة عرب الخليج، متخطية المجال الرياضي زي ما هي عند فرنسا اللي ضربنا المثال بيها وكل دول الغرب تقريبا، بمعنى إنها تكون في إطار رؤية أشمل لجذب صفوة ونوابغ من المهاجرين. الرؤية القائمة على جذب المهاجرين النوابغ والاستمرار في التقدم والريادة بأياديهم وايادي غيرهم من أبناء البلد الأصليين بعيدا عن نعرات الشعبوية والشعارات المنافية للقيم الإنسانية.. الولايات المتحدة مثلا الدولة الأعظم في العالم قامت عظمتها على أيدي علماء مهاجرين امثال الألماني/ ألبرت أينستاين، والصربي/ نقولا تيسلا ..... الخ.. قي الرياضة الأفارقة الامريكان كانوا في المقدمة في معظم الرياضات وكمان في مزيكا الجاز مثلا.. السينما والمسرح هوليود وبرادواي وريادتها الكونية في المجال ده لأنه كان مجال جامع غير مانع لم من كل جنسيات العالم اخرهم ابن المهاجرين المصريين حاصد الجولدن جلوب والمرشح للأوسكار الممثل رامي مالك... وقيس على كده بقى في كل المجالات.. المجتمعات الغنية مجتمعات بطبعها جاذبة للسكان والمهاجرين بحثا عن فرص لحياة كريمة، لكن فيه فرق رهيب بين مجتمع غني فقط لا غير ومجتمع غني ومتقدم، وده الفرق بين دول الغرب والنموذج الخليجي وخاصة النموذج القطري اللي هي تقريبا الدولة الخليجية الأكثر جذبا بالتجنيس نظرا لصعوبة الحصول على جنسيات دول الخليج الأخرى القائمة على النزعات والنعرات القبلية.. والفرق المقصود بين النموذج القطري والننوذج الغربي بمعنى أخر إنه على سبيل المثال قطر معندهاش رؤية شاملة لموضوع جذب النوابغ والمواهب والفلتات زي الرؤية الغربية اللي هي في كل المجالات وخاصة العلمي والاقتصادي والصحي والتعليمي زي ما بتعمل في المجال الرياضي والفني.. وخطة قطر للتجنيس في المجال الرياضي مفهومة ونابعة من ثقافة الخليج التاريخية القائمة على النعرات والفخر والهجاء عند العرب القدماء ( يعني بالبلدي كده عايزين يكسبوا بعض عشان يعايروا بعض زي بالظبط المعايرة في قصائد العرب القديمة)، وليست خطة جذب في إطار رؤية شاملة محكمة لبناء دولة قوية قائمة على العلم والمعرفة من خلال جذب نوابغ المهاجرين في كافة المجالات ونجنيسهم مثلما تفعل دول الغرب المتقدم، واللي هو مش عيب في أي مجال بعيدا عن الشعبوية والنزعات القومية المتطرفة التي تخالف كل القيم الإنسانية. وهذا في مجمله يعني أن ما بين منتخب فرنسا الأفريقي ومنتخب مجنسي قطر 200 سنة ضوئية.