منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم في مصر لم يفتتح معرض الكتاب إلا هذا العام، كنا نتمني من الرئيس الجلوس مع مثقفي وأدباء مصر ومبدعيها وأن يسمع لهم في عرسهم وعرس العرب الثقافي الأول للتأكيد علي دور مصر الريادي وعلي قوتها الناعمة التي يجب أن نعترف أن البساط قد تزحزح عدة سنتيمترات من تحت أقدامها في السنوات العشر الماضية، فكنا نود من الرئيس أن يستغل هذه المناسبة ويجلس مع مثقفي مصر لرسم خريطة طريق لمستقبل الثقافة في مصر حتي تعود قوتها الناعمة جنباً إلي جنب مع قوتها الصلبة، لتعود لمصر مكانتها الثقاقية وتسترد عرشها الأدبي الذي كان في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
الأرهاب لن يحارب سيادة الرئيس بالقوة العسكرية فقط بل بالقوة الصلبة وبالقوة الناعمة، فالقوة الصلبة لن تستطيع تغيير العقول وتغيير الأفكار والمفاهيم المغلوطة فهذا دور القوة الناعمة.
نعلم أن وقت الرئيس به من الأولويات والتحديات الجسام وبأن أجندته متخمتة ومشحونة بلقاءات وزيارات واستقبالات رسمية من وفود في الداخل والخارج، فكان يجب علي مستشاريه وهذا دورهم الأول لفت نظر الرئيس إلي أهمية هذا الأمر واستغلال هذا الحدث الذي لايتكرر إلا مرة واحدة في العام.
علي كلٍ معرض القاهرة الدولي للكتاب ستنتهي فعالياته في الخامس من فبراير القادم فمازالت الفرصة سانحة لجلوس الرئيس مع رموز قوة مصر الناعمة
لتصل رسالة مصر إلي العالم قاطبة أن القوة الناعمة لها المكانة الأولي في برنامج بناء الإنسان المصري علي كل الأصعدة الذي بدأه الرئيس منذ اللحظة الأولي في ولايته الثانية.