يبدو العنوان غريبا شيئاً ما ولكن هو عنوان مرحلة نعيشها وكذلك تفرضه علينا تحديات المعيشة وهو يعني بكل بساطة أن يقوم الفرد بالإقتصاد في مأكله ومشربه وملبسه وعدم الإسراف يقوم بذلك بإرادته وطواعية أفضل من أن تفطمه الظروف وتحرمه كرها إن جاز التعبير. تقوم علي هذا المصطلح وتروج له كثير من الحكومات في وقتنا الحالي لمواجهة ما يعرف بالأزمة الاقتصادية العالمية.
وبالنظر بعين الحياد من عدة نواحٍ تجد أنه يليق ويتماشى مع كل الفترات وليس لتلك الفترة التي نعيشها فحسب. فمن الناحية الدينية مثلا تجد الأديان السماوية تحبذ الإقتصاد في العيش وتذم الإسراف والتبذير
والنصوص الدالة على ذلك كثيرة . كذلك من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فهو أمر محمود من شأنه المساهمة في بناء وتطوير المجتمع . ولكن ما يعاب عليه هو القصور في التطبيق بمعنى أن يطبق على فئة دون الأخرى فلا تأتي لرجل لا يكاد يشبع بطنه فضلا عن أولاده وذويه وتطالبه بالإقتصاد والتوفير هو أصلا يعيش حياة الزهد والتقشف.
ثم تترك بعد ذلك ذوي الدخول العالية والبطون المترهلة من التخمة دون حساب .. فهو مصطلح أشبه بالقطار الذي يسير علي القضبان لا يستقيم له السير إن هو سار علي قضيب وترك الأخر ، قبل أن تطالب الفقير بالإ يسأل عن حقوقه مُرالغني بأن يؤدي الذي عليه من الواجبات. إذا أردت أن تقوض بنيان الحاجة والمسألةللمحتاج إنسف الطمع والجشع وعدم الشعور بالأخر أولا. فلا خير في من دعى لفضيلة وجعل السوء ديدنه . ولا عذر لمن علم ولم يعمل . ولا حجة لمن وصله البلاغ ثم جحد.