الإنسان دائما يحلم بأشياء كثيرة أحيانا يحلم بمستقبل معين أو يكون لديه طموح معين لكي يشق طريقه في الحياة العملية و كل هذه الأحلام والآمال والطموحات تعتبر أحلام اليقظة أو الأحلام التي يريد الإنسان تحقيقها في حياته و مستقبله
ولكن هناك نوع أخر من الأحلام التي يحلم بها الإنسان دون إرادته و هو فاقد الوعي أو و هو نائم يطلق على هذه الأحلام حلم أو رؤيا فالحلم أو الرؤيا تأتي الإنسان أثناء نومه و أحيانا تتحقق هذه الرؤى وأحيانا لا تتحقق.
والسؤال الملح هنا :
ما هو معنى الرؤيا و هل الرؤيا حقيقة أم خيال؟
الرؤيا أية ربانية عجيبة رغم نومك وفقدك للوعي للعالم من حولك فالنوم وفاة رغم انك تشبه الميت لكنك ترى و تسمع أشياء كثيرة و تقابل أحيانا اناس عايشين وأناس أخرون ماتوا و ترى مستقبليات حسب ما يريد الله انه يوريك فقد ترى شخص جاء من سفره وتستيقظ فعلا على خبر مجيئه من السفر وقد يشاهد بعض الطلبة في أيام الامتحانات الأسئلة التي ستأتى فى ورقة الأمتحان ويقراها ويتذكرها و فعلا يدخل اللجنة فيفاجأ ان الأسئلة هي اللي رأها في المنام وهي التي ركز عليها وذاكرها و تكون الرؤيا هنا سبب كبير في نجاحه ؟؟
يعني هناك أهمية لي الرؤى و الأحلام في حياتنا وقد يرى احدنا نقود من فضة في المنام أو نقود ورقية ويفجأ بعد يوم أو يومين برزق أو مال من حيث لا يحتسب و على غير ميعاد
نستطيع ان نقول ان الرؤيا هي انطلاق للنفس وانفصال وقتي عن الجسد إلى عالم الغيب لترى ما شاء الله لها أن ترى من غيبيات و أحداث وقعت في بلد أخر لشخص نعرفه أو أحداث ستقع في المستقبل بعد يوم أو اسبوع أو سنة بل وقد تتحقق بعد زمن كرؤيا يوسف عليه السلام
لكن ليس كل المنامات تعبر عن مستقبل فقد تكون معبرة عن أمنيات في العقل الباطن كمن ينام جائعا فيرى في نومه سفرة وطعام وفواكه فذاك حديث النفس أو تصورات العقل الباطن وليست رؤى
ما هي أنواع الرؤى ؟
الرؤى في الحقيقة أنواع خمسة نتكلم عن أولها وهي :
الصادقة أو الصالحة أو الحقيقية وهي :
1- ينهض الشخصي و لاينساها تماما ولو بعد 20 سنة وثابتة في ذاكرته ما تتنسي أبدا
2- تخبرنا عن حقيقة ستقع مثلما أخبر الله نبيه بأنه سيدخل المسجد الحرام ويطوف به هو و أتباعه و تحققت الرؤيا قال تعالى ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاءالله آمنين محلقين رؤسكم و مقصرين لا تخافون .
3- تكون لها رموز قابلة للتفسير أو متوافقة مع علم تفسير الأحلام فليس كل ما نراه رؤيا بل أحيانا أضغاث أحلام و من يحددها ؟ مفسر الأحلام و ليس أي شخص عادي
4- تعطي الرائي البشرى مثلا بشرى بنجاح-انجاب- عودة مسافر- رؤيا الرسول أو الصحابة وفسرت بقوله تعالى : (لهم البشرى في الحياة الدنيا)
- و الرؤيا الصالحة نوعان فمنها
1- الصادقة الصريحة ومفسرة بنفسها لا تحتاج لفك رموز
2- المضمرة تحتاج لفك رموزها مثل رؤيا يوسف وعزيز مصر والسبع بقرات السمان ومثل رؤيا عمر بأن ديكا ينقره وبعدها بقليل طعنه أبو لؤلؤة المجوس و هو في الصلاة ومات شهيدا رضي الله عنه .
فى الأخير أقول ان الرؤيا ثلاثة أنواع :
النوع الأول : هي الرؤيا الصالحة أو الطيبة أو الحسنة .
وهي رؤيا من الله عز و جل و تكون بشرى أو إنذار ويندرج تحت هذا النوع أنواع كثيرة منها الرؤيا الصادقة الظاهرة التي تقع على ظاهرها والرؤيا المبشرة والرؤيا المنذرة لكن لن نستطيع ان نجزم بوقوعها الا عندما تتحقق
لا يوجد أنسان يعلم الغيب و كان الانبياء هم فقط الدين يفسرون لأن الله علمهم من تأويل الأحاديث لكن ليس لعامة الناس أن تفسر و تجزم بوقوع الرؤيا لأن ذلك دجل و أفتراء بل نقول عندما تتحقق أنها كانت رؤيا صادقة
أما النوع الثاني : فهو الرؤيا السيئة أو الرؤيا المفزعة أو الرؤيا المحزنة
وهي رؤيا تحزن الإنسان و يطلق عليها الكابوس أيضاً فيرى الإنسان في منامه أشياء مفزعة تزعجه و لا يكون لهذا النوع من الرؤى أية معاني واقعية يمكن تفسيرها مطلقاً و هذه لها علاقة بصحة الأنسان عامة لأن المريض يرى كوابيس عادة لأن جسمه عليل و المحموم كذلك الخ من الأمراض التى تجعل الدماغ يعمل أكثر فيرى الانسان كوابيس كثيرة لكي ينهض و يأخد الدواء أو الماء ..... ألخ
أما النوع الثالث : فهو أضغاث الأحلام
هي الأحلام المختلطة العشوائية غير المنتظمة التي ليس لها سياق واضح فهي تفريغ لأحاسيس الإنسان وأنعكاس لمشاعره وآلامه وآماله ومخاوفه وعقده النفسية وأفكاره الشاغلة وغير هذا من خبايا العقل الباطن و لا يتذكرها الإنسان كثيراً ولا يكون لها عادة تأثير كبير على حالته المزاجية وهي أشبه بالتخاريف