هناك منطلقات عدة لقضية التعامل السلوكى بين الأفراد وبعضهم البعض ، وهذا فى المواقف الحياتية اليومية سواء فى العمل أو الشارع أو داخل الأسرة أو أماكن الترفيه ، ويتدخل هنا عادات وتقاليد وعرف وما يطلق عليه " الضوابط الاجتماعية" أوالقوانين الرسمية ، وما يسمى بالعقل الجمعى الذى يرتضيه المجتمع ، وبما أن لكل مجتمع سماته الثقافية ومعتقداته وقيمه لذا كان من الضرورى أن يحترم كل مجتمع ثقافة الآخر ولايحاول التدخل فيها ، ومرت مصر بسنوات صعاب نتيجة تدخل عوامل أجنبية تطمع وتطمح فى القضاء على الوطن العربى ككل مما جعل المجتمع يعيش فى حالة من التخبط الاجتماعى والاقتصادى والسياسى ولقد ظهرت على السطح قيم بديلة وثقافات غير معتادة وعلت أصوات ذات ضجيج وانقلبت بعض المعايير رأسا على عقب فكان يعلوا صوت البلطجة فوق القانون حيث تعطلت بعض المؤسسات المعنية بذلك وهى الأمن والأمان للمواطن ، ولولا حفظ الله ورجال لديهم الوعى والادراك بمايحدث لوقعنا فى فخ الشر والظلم الذى تعانى منه دول كثيرة من حولنا ، وعادت مصر مرة أخرى بفضل الجيش والشرطة وبدأت فى الاستقرار والبناء ، فكيف لنا أن نتعامل سلوكيا مع بعضنا البعض وكمسؤولين عن الضوابط والقواعد التى تحكمنا والتى يغلفها روح القانون والتعامل الآدمى والانسانى وأن نضع المثوبة قبل العقوبة فلكل مسؤول ينزل الى أى مكان واجب عليه فى ظل هذه الظروف أن يرى مشاكل هذا المكان ويشجع العاملين فيه ويحاول جاهدا أن يذلل العقبات الموجودة والتى تقف حائلا دون الوصول للهدف ، ولكن مايحدث هنا العكس فالمسؤول يعلم جيدا أن هناك قصورا لعقود سابقة ، ويعلم أن العاملين مظلومين ولديهم معاناة من كل جانب فأول مايقوم به هو العقاب وليتحمل الذى عوقب كل الارث السىء من حوله ، ولنرى كم الذين عوقبوا ومدى تأثرهم النفسى والاجتماعى بهدف أن يلتزم الآخرين ، وهذا الأسلوب لايصلح مع عصرنا هذا والتحضر الذى نعيشه ، وليس معنى هذا التهاون مع المقصرين أو الفاسدين أو اللصوص والمرتشين ، فهؤلاء يجب ابعادهم تماما عن المشهد لكى نستطيع البناء الحقيقى القائم على أساس العلم والرحمة والمودة والتعاون وليس الصدام والعنف ,احترام الكبير والعطف على الصغير وهذا هو المقصد الذى يبعدنا عن الكراهية المتزايدة والمتنامية .