رئيس العراق يؤكد عدم الوقوف عند الماضي والانطلاق نحو المستقبل

رئيس العراق يؤكد عدم الوقوف عند الماضي والانطلاق نحو المستقبل

أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن زيارته إلى الكويت كمحطة أولى تعتبر رسالة تحمل مضامين كبيرة للكويت ولشعبها ولسمو الأمير قائد العمل الإنساني «وهو صاحب رؤية وحكمة نحتاجها في المنطقة».
وفي لقاء مع أمين سر جمعية الصحافين عدنان الراشد وممثلي الصحف المحلية، على هامش زيارته البلاد أمس، قال صالح إنه «في شأن مؤتمر إعادة الاعمار للعراق وهو خطوة مهمة، فقد تحدثت مع سمو الأمير لتحويل الوعود إلى منجزات فعلية، الكويت لديها باع طويل في مساعدة العراق الذي يتطلع لتقوية أواصره الخليجية والعربية، ولدينا قواسم مشتركة من المفترض أن نبني عليها في ظل ما تعيشه المنطقة من عدم استقرار وقلق، فالمنطقة مليئة بالخيرات والعقول النيّرة التي تعي مصلحة شعوبها، والعراق بوابة كبيرة للاقتصاد ولديه فرص كبيرة ولكن المنطقة لم تستقر نتيجة البعد الأمني».
وتحدّث الرئيس العراقي عن مميزات بلاده وأهميتها في المنطقة، فقال إن «معدل زيادة النمو السكاني في العراق بلغ مليون نسمة سنوياً، وهو يعتبر سوقاً ضخماً، كما أنه لا يستطيع أحد في المنطقة أن يتجاهله، ولابد من تفعيل الفرص الاقتصادية ونحن بحاجة إلى تكامل اقتصادي وتحدثت مع سمو الامير في شأن إنشاء سكك حديد بين الكويت والعراق ومناطق اقتصادية مشتركة وتسهيل الزيارات وتبادل رؤوس الاموال لكي تتحرك بسهولة، ولا بد أن يكون هناك تكامل اقتصادي استناداً على العلاقات التاريخية والمصالح الاقتصادية وهذه مصلحتنا».
وبشأن التعويضات العراقية للكويت، قال الرئيس العراقي: «سمو الامير قال كلاماً مهماً وكيف يجب ألا نقف عند الماضي وأن ننطلق نحو المستقبل، ولدينا لقاء مهم مع وزير الخارجية ولجنة تنسيقية خاصة بالملفات العالقة والهدف أن ننهي هذه الملفات التي خلّفها بلاء صدام حسين الذي كان بلاء في حياته وبعد مماته، ولم تنتهِ هذه التبعات وأملي ان ننطلق كما قال سمو الامير إلى مرحلة جديدة، وهناك قضايا أهم وآمل من أشقائنا في الكويت كل الخير للعراق والتفاهم مع العراق الجديد ويكون هناك وئام وتلاق، ولا أريد أن أضخ ماء في دوامة السجلات السياسية، وأعتمد على حسن نية الطرفين لانهاء هذه الملفات بأسرع وقت ممكن».
وأشار إلى «أنه سيتم تفعيل اللجان المشتركة مع الكويت في شأن الاستثمارات الكويتية في مشاريع الشمال بحيث تكون السوق العراقية محتضنة لها، وأنا متفائل بأي عمل عمراني ولا بد أن نكون في تنسيق مشترك».
وأضاف أن «الكثير من الملفات في طريقه للحل وهناك تعاون مشترك من ضمنها ملف الاسرى والمفقودين وموضوع الممتلكات الكويتية في العراق، ونحن متعاطفون مع الأسرى والمفقودين وهو جرح غائر لنا أيضاً».
وفي هذا السياق، كشف مصدر ديبلوماسي عراقي رفيع لـ«الراي» عن قرار بتشكيل لجنة مشتركة بين وزارتي الخارجية العراقية والكويتية خلال الأيام المقبلة لبحث جميع الامور العالقة بين البلدين، من ضمنها ملف الحدود البحرية.
كما قال صالح، خلال اللقاء الصحافي، «سلّمنا اليوم جزءاً من مقتنيات الديوان الاميري التي سُرقت إبان الغزو وهي رمزية، ولكن تُعبّر عن إعادة الحق لصاحبه وليس فقط أن نطوي صفحة الماضي بل ننطلق إلى مرحلة مستقبلية للاجيال المقبلة».
وبشأن العلاقات العراقية - الخليجية في ظل وجود المجلس العراقي - السعودي التنسيقي، قال صالح: «إننا نولي العلاقات مع السعودية أهمية قصوى ولقد تحدثت مع (خادم الحرمين الشريفين) الملك سلمان (بن عبد العزيز) بعد انتخابي رئيساً، وأكد لنا حرص المملكة على العلاقات بين البلدين ومع العمق الخليجي»، مشيراً إلى أن «السعودية لها أهمية كبرى ونبادلهم نفس الشعور ولدينا زيارة مرتقبة قريباً إلى المملكة وأملنا تكوين برنامج عمل ونحن حالة واحدة في مواجهة الارهاب والتطرف».
وبشأن علاقات بلاده مع إيران، أضاف صالح أن «العراق وإيران تربطهما علاقة مهمة ونحن جيران ولدينا حدود مشتركة ووشائج تاريخية ولم تكن علاقة سهلة في الماضي وهذا تحد كبير بالنسبة لنا، ونحن قلقون من التوترات في المنطقة، فإيران هي جارتنا ولدينا تعاطف تجاه شعبها، ونحن في حوار مع الولايات المتحدة الاميركية لتخفيف هذه التوترات ونحن غير قادرين على تحمل هذه التبعات (لتوتر العلاقة بين واشنطن وطهران)، ولا نستطيع إلا أن نراعي خصوصية الجيران».
وأضاف «لدينا علاقات قوية مع أميركا وكان للتحالف الدولي بقيادتها دور رئيسي في مساعدة العراق واحتضان المعارضة العراقية، ومصلحتنا هي الاساس وأن يكون العراق في حساباتنا ولا نريد أن نحسب على طرف ضد آخر»، مشدداً على أنه «آن للعراق أن يُراعى لخصوصيته وسيادته وهذا ليس بعيد المنال، فانهيار الوضع العراقي خطر على الاطراف الدولية والاقليمية واستقلال العراق وفتحه كسوق واعد مهم للجميع ونحن نقطة تلاقي مصالح مشتركة». وأعلن أن العراق يعتزم تبني هذا النهج و«خلق فرص عمل وفتح صفحة جديدة والانفتاح على الآخرين».
وأوضح الرئيس العراقي أن هناك مشروعاً جديداً لتصبح البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق وأن يكون لها بعض الاجراءات القانونية الخاصة لجهة تحويلها منطقة تنمية اقتصادية خاصة، كاشفاً أن «الكويت ستكون معنية بها من خلال تفاهمات مشتركة».
وأمل صالح أن تستضيف البصرة دورة الخليج لكرة القدم، معتبراً أن هذه الخطوة ستكون رسالة للعلاقات المشتركة وعودة العراق لأشقائه.
وأكد أهمية «الحشد الشعبي» في حماية العراق من الارهاب، مشيراً إلى أن كل فصائله تحت إمرة الدولة.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;