تزايد الاهتمام العالمي والإقليمي بقضايا البيئة والمخاطر التي تحيط بكوكب الأرض ، والتغيرات المناخية والجغرافية والصحية التي نجمت عن ممارسات غالباً ما تحدث بفعل الإنسان أو إهماله القواعد والقوانين البيئية ، علي الصعيد الأخر تضاعفت أعداد مشاريع الدواجن و الإنتاج الحيواني الضخمة التي تعتمد علي نظام التربية المكثف ، ومن المعروف أن لهذه المشاريع مخلفات ونواتج ثانوية من أهمها زرق الدجاج ، مخلفات المجازر ، مياه الغسيل والتطهير ،النفوق والنفايات المختلفة الناتجة عن النشاط الإنتاجي . وتشكل هذه المخّلفات والنفايات مصدراً للتلوث البيئي وإذا لم يحسن تداولها والتخلص منها بطريقة سليمة ينجم عنها تأثيرات سالبة علي البيئة وصحة الإنسان، تشمل تلوث التربة وتغيرها، وتلوث المياه الجوفية والسطحية ، وتلوث الهواء الناجم عن انبعاث الغازات الضارة والروائح الكريهة والغبار ، والضوضاءالمنبعثة من حظائر التربية ووحدات التجهيز ومصانع الأعلاف، وانتشار الأمراض المختلفة التي تنتقل للإنسان والحيوان وتشكل خطراً علي الصحة العامة. يعتبر التخلص السليم من مخلفات منشآت صناعة الدواجن ، إضافة إلى تطهير الحظائر هما الركيزتان الأساسيتان لأي نجاح في مجال الدواجن ليس للمربى فقط بإنتاج قطعان اقتصادية ذات عائد مجزي . بل لإنتاج سلالات خالية من الأمراض للحد من تفشى أمراض الطيور إضافة إلى البعد البيئي بالمساهمة في إصحاح البيئة والذي بدوره ينعكس على الصحة العامة في السيطرة على الأمراض المتناقلة بين الإنسان والطيور. وتنبع العديد من المشاكل التي تنجم عن الآثار السلبية لتلك المخلفات والنفايات ، ومن أهمها مشاكل تجميع وتخزين ومعالجة الزرق والمشاكل الناتجة عن التسربات من بحيرات تجميع المخلفات ، مخلفات مياه الغسيل والتنظيف والتطهير ، والمشاكل التي قد يسببها الضوضاء والغبار والذباب, ومشاكل التخلص من هذه المخلفات ومن الطيور النافقة والنفايات ، إضافة إلى معالجة مخلفات المجازر الآلية ومصانع التجهيز. زرق الدواجن : هو عبارة عن الناتج الجاف إما من نظام تربية الطيور البياضة من الأقفاص أو من نظام التربية لدجاج اللحم أو البيض علي الأرض،ويكون متوغلا في الفرشة ( التي تكون عادة من التبن أو نشارة الخشب) ، ويكون الزرق مختلطا ببعض الريش والزغب والعليقة والمخلفات الأخري. تقليل الآثار السلبية للزرق : • استخدام التقنيات الحديثة في التربية : 1. إستخدام نظام البطاريات المجّهزة لنقل الزرق علي سير متحرك ونقله خارج مبني الحظيرة، وتسهم هذه الطريقة في تقليل محتوى الزرق من الرطوبة. 2. التصميم الجّيد للحظيرة لمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل وتحسين التهوية ، إضافة إلى استخدام أنظمة جيّدة للتبريد والشرب وذلك لتقليل نسبة الرطوبة في الزرق ومنع التحلل وانبعاث الأمونيا. • نوعية وطريقة خلط الأعلاف : 1. إستعمال علائق متوازنة. 2. استخدام المركبات والإضافات لتحسين معدل الهضم والامتصاص لتقليل نسبة المواد والعناصر التي تخرج في زرق الطيور. • معالجة الزرق: 1. إضافة سلفات الألمونيوم إلى الزرق: تقلّل من تسرب العناصر المعدنية والنيتروجين إلى المياه الجوفية والسطحية ويحد من تصاعد الأمونيا. 2. استعمال مادة E.M. • أماكن تخزين الزرق: 1. تجنب الأماكن ذات التربة الضحلة أو ذات المستوى الماء الأرضي المرتفع, أو التي تحتوي علي نسبة عالية من الحصى والرمل وبعيدا عن مصادر المياه وعن تجمع مياه الأمطار. 2. يجب أن يكون الموقع بعيداً عن اتجاه هبوب الرياح السائدة وبعيدا عن أماكن تخزين الأعلاف والأدوات والمباني السكنية والإدارية, للتقليل من آثار الروائح والغازات والذباب والقوارض. 3. نقل السماد بعناية خاصة للحيلولة دون تناثره أو تطايره مع الرياح, وتجنب مروره بقرب مشروعات الدواجن. • الاستفادة من زرق الدواجن : 1. استخدام الزرق في التغذية : حالياً يستفاد منه في تغذية الأسماك. مياه الصرف الصحي مياه الصرف الصحي الناتجة من منشآت الدواجن يمكن إعادة استعمالها لأغراض الري وغيرها, بعد فصل الأجزاء الصلبة ومعالجتها بالأوزون , وهنالك العديد من الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال. 2. إنتاج الطاقة: يمكن إنتاج الغاز الحيوي(Biogas) وهو غاز الميثان من تخمير الزرق وهذا الغاز إضافة آلي التخلص السليم من هذه المخلفات فهو يمدنا بطاقة حرارية وكهربائية من الممكن أن يستفاد منها في المصانع و المنازل. 3. تسميد الأراضي الزراعية: أمكن الاستفادة من النفايات والمخلفات الناتجة عن الدواجن عن طريق تدويرها (recycling) كسماد عضوي في الأراضي الزراعية, وخاصة في الأراضي الرملية التي تحتاج إلى كميات كبيرة لاستصلاحها , وهذا السماد العضوي يحسّن خواص التربة الطبيعية ,الكيميائية والحيوية ويمدها بالدبال.هذا السماد يعتبر سماداً طويل المفعول فهو بطيء الانطلاق لذلك يمد التربة بالعناصر الغذائية لفترات طويلة.ومن المعروف أن هذا النوع من السماد يساعد علي الري الجيد للتربة ويزيد من قابليتها للاحتفاظ بمياه الري إضافة إلى تثبيتها ومقاومة التعرية والانجراف.وهناك العديد من المصانع التي أنشئت بالمملكة للإفادة من هذه المخلفات أثبتت الدراسات والتجارب جودتها وخلوها من الملوثات المرضية، ويستفاد منه كذلك في إنبات فطر المشروم. الأمن الحيوي والحفاظ علي البيئة : نسبة لتعدد نظريات الأمن الحيوي عالميا وداخل البلد الواحد يجب أن تتولى الدول هذه العملية الهامة في صناعة الدواجن وذلك بإنشاء مؤسسة تختص بإجراء عمليات التنظيف والتعقيم في منشآت الدواجن المختلفة بطريقة علمية وعملية واقتصادية بأحدث التقنيات، واستعمال المواد الفعّالة المسموح بها صحيا ، وإجراء اختبارات حساسية لمعرفة حساسية ميكروب معين تجاه المطهرات واستبدال المطهرات بصورة دورية منتظمة. وأهمية هذه الخطوة تكمن في النقاط التالية: • المساهمة في الحفاظ علي البيئة. • المساهمة في السيطرة على الأمراض السارية والمستوطنة. • مساعدة المربين في إنتاج قطعان خالية من الأمراض. • المراقبة وعمل التقارير. • حفظ السجلات . • تدريب المستخدمين. • تلقي الشكاوي والاستجابة لها. • التجاوب مع الحوادث والطوارئ. • تفادى الخسائر الناتجة عن حرائق التبخير والأخطاء الفنية بالنسبة للمربى والطب الوقائي بشقيه البيطري والبشرى على حد سواء. • المساهمة في برامج الإدارة الجيدة لهذه المشاريع. • تطبيق سياسات وتوجيهات الجهات الحكومية الصادرة بهذا الشأن الأهداف الأساسية هي: - زيادة جودة الأعمال - تقليل المخاطر البيئية من خلال ممارسة الصحة العامة. - مكافحة الأمراض المتناقلة. المكونات الرئيسة في نظام الإدارة البيئية: اختيار موقع المشروع عند اختيار موقع المشروع يجب التأكد من العمليات بعيدة المدى والتأثيرات البيئية المحتملة ، ووضع الاعتبار لاستعمالات الأراضي المجاورة والقريبة بالتعاون مع الجهات المختصة علي أن تكون هنالك مسافات مدروسة بين المشروع وأماكن السكن البشرية . التخلص من الطيور النافقة تشكل الطيور النافقة أحد مصادر التلوث البيئي إذا لم يحسن تداولها والتخلص منها بطريقة سليمة. طرق التخلص من الطيور النافقة: • طريقة الدفن: قد تؤدي إلى تلوث التربة والمياه وتستخدم في المزارع الصغيرة , ويجب أن تكون الحفرة بعيدة عن الآبار المياه مسافة لا تقل عن 300 متر و40 متر من مجاري المياه وبعمق مناسب حتى لا تنبش بواسطة الحيوانات الضالة إضافة إلى بعدها عن الوحدات الإنتاجية للمشروع.تكفي حفرة بطول 2 متر وعرض 1.5 متر وعمق 2 متر لكل 15000 طائر. • طريقة الحرق: لا تسبب تلوث التربة والمياه, ويجب التأكد من الحرق الكامل ونقل الرماد الناتج إلى أماكن خاصة. يجب تركيب مرشحات للتحكم في الروائح الناتجة عن الحرق ويشترط بناء المحارق في معزل عن باقي وحدات المزرعة وفي اتجاه معاكس للرياح السائدة في المنطقة. • التخمير: تخمر جثث الطيور في مبني مصّمم خصيصاً لهذا الغرض ,بارتفاع 2.5 متر وأرضية أسمنتية وسقف للحماية من مياه الأمطار, وتستغرق عملية التخمير 30 يوماً ترتفع خلالها درجة الحرارة من 57-66 م وهي كافية لقتل الحشرات و الكائنات الممرضة. ويستفاد من النواتج في تسميد التربة. • طريقة الطبخ : وتكون في المشروعات الكبيرة للتخلص من نواتج الذبح والتجهيز ويعاب عليه الروائح الكريهة المنبعثة. • الكتاكيت عمر يوم الغير صالحة للتربية (30% في الجدات و 50% في أمهات البياض وفي أمهات اللاحم تستبعد اما بسبب صغر الحجم أو للعيوب الخلقية) : 1. التجميد والاستخدام كغذاء للطيور والحيوانات آكلات اللحوم (في مشروعات الكبيرة). 2. معالجتها في وحدة التخلص من المخلفات ( المشاريع التي بها مسالخ ومصانع تجهيز الطيور) . 3. الحرق في محرقة الطيور النافقة. • الدجاج القاطع (Spent Hen).: 1. إنتاج اللحوم المصنّعة : نقانق, مفروم وبيرقر. 2. الحرق. يجب التنسيق بين المشاريع في المنطقة لإنشاء وحدة ذبح وتصنيع مشتركة. • التخلص من مخلفات التجهيز و التنظيف والتطهير: 1. مخلفات المسالخ : أ- المخلفات السائلة : وهي نتاج عمليات الذبح والتجهيز إضافة الى المياه الناتجة عن عمليات التطهير والتنظيف المختلفة وتعالج بالطرق الآتية: 1. إعادة الاستعمال (Recycling). 2. مسحوق الفضلات (Offal Meal). 1. مياه التنظيف والتطهير: • شبكة الصرف الصحي : بعد التخلص من الأجزاء الصلبة. • وحدة معالجة المياه (WWT أو BOCS) : بعد فصل الأجزاء الصلبة لاستعماله في أغراض أخرى . الآثار السلبية لمخلفات ونفايات مشروعات الدواجن تعتمد درجة تأثير مشروعات الدواجن في سلامة وتلوث البيئة, علي العوامل التالية: 1. حجم المشروع وطاقته الإنتاجية. 2. نوع الإنتاج. 3. نظام التربية المتّبع. 4. نوعية وكفاءة التجهيزات. 5. كفاءة العاملين بالمشروع. 6. نوع واتجاه الرياح السائدة. 7. كيفية وكفاءة عملية التخلص من المخلفات. 8. مدى الالتزام بالقوانين والأنظمة. التأثيرات البيئية: 1. ظاهرة الأمطار الحمضية. 2. تلوث المياه السطحية والجوفية. 3. تلوث التربة وتغير صفاتها ومحتوياتها. 4. بقايا المضادات الحيوية. 5. تلوث الهواء