حذرت سمو الشيخة نوال الحمود الصباح – رئيسة الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير والتي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة الأفراد في مجتمعاتنا العربية بل أصبح الأفراد يقبلون على استخدام تلك المواقع والتي قد تصل لدرجة الإدمان في بعض الأحيان، ومما لا شك فيه أن تلك المواقع أصبحت تلعب دورًا هاما في حياة الأسرة اليومية بل وفي حياة الشعوب والأمم بأسرها سلبا وإيجابا، ولا يخفى علينا مدى التأثير الذي يقوم به مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الفيس بوك، تويتر، انستجرام" وغيرها من المواقع التي تجذب العديد من الفئات العمرية في المجتمعات المختلفة وخاصة الشباب في عمر الزهور وهم الأكثر متابعة والأقل إدراكًا بمجريات الأمور فهم لا يستطيعون رسم صورة كاملة وتصور شامل لما يتابعونه من خلال وسائل الإعلام المختلفة فهم لا يزالون محدودي الخبرة ويلزمهم الكثير للحكم الصائب على الأمور وبالتالي فهم يقعون فريسة في براثن الإعلام الذي يؤثر في الكثير من شخصية المراهقين لأنهم يتعاملون بعواطفهم ويندفعون نحو ما يؤثر فيهم سواء بالسلب أو بالإيجاب دون أي تفكير. ومواقع التواصل أصبحت من سمات العصر وأصبحا من الوسائل المؤثرة وبشدة في تشكيل فكر المجتمعات فهو يعتبر سلاح ذو حدين فقد يكون وسيلة لتعزيز السلوك الإيجابي داخل المجتمع وقد يكون أيضا وسيلة فتاكة تفتك بجميع القيم الجيدة التي ينبغي أن يمتلكها الفرد وقد تجعله شخصية سيئة جدا
وأكدت الشيخة نوال الصباح أنه انتشر مؤخرا ظاهرة انتحال الشخصيات العامة وخاصة صفة وشخصية أمراء وشيوخ وأميرات خليجيات بهدف ممارسة عمليات نصب على المغرّدين في المواقع الاجتماعية بحجة مساعدة الفقراء وجمع الأموال بطرق غير شرعية وقانونية وأصبحت ظاهرة النصب والاحتيال علي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متزايد مؤخرا خاصة منتحلي الصفحات الرسمية لبعض الشخصيات العامة والمشاهير لذوي النفوس الضعيفة والمريضة نفسيا بقصد النصب والاحتيال باسم هذه الشخصية العامة والمشهورة داخل المجتمع او بقصد الانتقام لغرض شخصي من تلك الشخصية العامة وتشويه صورتها داخل المجتمع الخاص بها ولكن لا يعلم هؤلاء المرضي إن الله قال في كتابه العزيز في سورة إبراهيم (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) مؤكدةً على أن إنتحال صفة الأشخاص في مواقع التواصل الإجتماعي عد جريمة معلوماتية يعاقب عليها القانون
وحثت سمو الشيخة نوال الصباح إلي تعزيز القيم الإيجابية التي تحملها وسائل الاتصال الحديثة والانتفاع بما تقدمه من أشياء إيجابية مثل الثقافة ونقل المعلومات المفيدة والبرامج الجيدة وتنمية العقل والفكر والمدارك والبعد عن كل ما يدعو إلى السلبية والتراخي والعنف.
كما طالبت بعدم ضياع الهوية الثقافية العربية واستبدالها بالهوية العالمية لمواقع التواصل: حيث أن العولمة الثقافية هي من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي بنظر الكثيرين وحثت الي تجنّب الإساءة للآخرين ( التجسّس، إرسال الفيروسات، توزيع الملفّات غير الأخلاقية على الآخرين ) والي احترام أملاك الآخرين وحقوق الملكية الفكرية و احترام أفكار ومعتقدات وخصوصية الآخرين و تقبُّل النقد المهني، ونقد الآخر بموضوعية