الزراعة العضوية والغذاء الآمن

الزراعة العضوية والغذاء الآمن
الزراعة العضوية تبعا لتعريف الاتحاد الدولى هي نظام زراعي بيئي ذو أبعاد إقتصادية وإجتماعية يهدف إلى إنتاج غذاء نظيف بطرق آمنة مع مراعاة التوازن الطبيعي ودون الإخلال بالنظام البيئي ، حيث تعتمد على إستخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة بدلا من المركبات المصنعة مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية والهرمونات والعقاقير البيطرية والبذور والسلالات المحورة وراثيا والمواد الحافظة والتي هي في الواقع سموم نتناولها يوميا في غذائنا ، و هى تعتمد على نظام الدورة الزراعية وإعادة إستخدام المواد العضوية من داخل المزرعة مثل بقايا المحاصيل وروث الحيوانات بالاضافه الى زراعة المحاصيل البقولية والسماد الأخضر وكذلك المخلفات العضوية من خارج المزرعة وتعتمد كذلك على وسائل وأساليب غير كيماوية للسيطرة على آفات الحشرات والأمراض ، كما تعتمد الزراعة العضوية على خصوبة التربة بإستخدام الأسمدة العضوية وتعزيز مبدأ التنوع البيولوجي ومنع الآفات والأمراض الزراعية بطرق طبيعية خالصة دون الإعتماد على المصادر الخارجية الكيماوية والتي تتسبب في كثير من الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي وتليف وسرطان الكبد وبالتالي تصل المواد الغذائية إلى المستهلك بحالتها الطبيعية مما يؤدي إلى الحد من زيادة التلوث البيئي وتحسين صحة الأفراد من المخاطر الزراعية على المدى الطويل ، وتعتبر المنتجات العضوية المتوافقة مع معايير السلامة العضوية إحدى ركائز الوقاية الصحية والمحافظة على البيئة في الدول المتقدمة ، وقد حققت المنتجات الزراعية العضوية إنتشارا وتناميا ملحوظا في السنوات الأخيرة في الكثير من دول العالم ، وأصبح إقبال المستهلكين على المنتجات العضوية يفوق بكثير ما كان متوقعا ليس فقط في الدول المتقدمة بل في جميع أنحاء العالم ، و أصبح المنتج العضوي عنصرا هاما في التنافس الإستراتيجي لتجار المنتجات الزراعية في كثير من دول العالم ، فهي تساعد في فتح أسواق تصديرية جديدة وإيجاد فرصة للمنافسين في السوق العالمي لبعض الحاصلات الحقلية والبستانية ، وليس هذا فحسب بل تتعدى أهمية الزراعة العضوية في زيادة العوائد التصديرية بما يفوق العوائد التصديرية للمحاصيل التقليدية .
وتتمثل أهم فوائد الزراعة العضوية في إنتاج غذاء آمن ذو قيمة غذائية عالية وبكميات كافية مع مراعاة البعد الإجتماعي والبيئي والتفاعل البناء مع جميع الأنظمة الطبيعية والمحافظة على البيئة حيث تقلل من تلوث المياه بالمواد الكيماوية والمبيدات ،وكذلك الحد من إستخدام مصادر الطاقة غير المتجددة والمواد المصنعة وبالتالي تقلل من ظاهرة الإحتباس الحراري وإستيعاب كبير لكربون التربة ، كما تجعل من التربة وسطا حيا تنمو فيه الحيوانات والكائنات المفيدة و ترفع من كفاءة التربة في الإحتفاظ بالمياه والمغذيات ، تكافح عوامل تعرية التربة ، تحافظ على المياه الجوفية وتمنع تلوثها بالأسمدة المصنعة والمبيدات الحشرية ، إستخدام المياه بشكلٍ صحي وآمن ، تساهم في إثراء الحياة الفطرية وزيادة أعداد الأعداء الطبيعيين والمفترسات المفيدة ، تعزيز قوام وبناء التربة من خلال إتباع دورات محصولية وزيادة المواد العضوية وتحفيز تكاثر الحيوانات والنباتات من خلال توفير علاقة متزنة بين الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني ، توفير غذاء صحي خالي من المضادات الحيوية والكيماويات والمبيدات وتحسين الأمن الغذائي بإنتاج محاصيل أطيب في الطعم وعناصرها الغذائية متزنة وأقرب إلى الطبيعة مع خلوها من المواد السامة والضارة الناجمة عن تراكم المبيدات والأيونات الحرة وعمليات إنتاجها وتصنيعها تتم بطرق لا تضر بالبيئة ، تقليل المخاطر التي يتعرض لها المزارعون الناجمة عن إستخدام المواد السابقة ، تساعد في إنتاج ثمار صحية خالية من تأثيرات المبيدات والمواد الكيماوية وذات قيمة غذائية عالية خصوصا من فيتامين ج والماغنسيوم والحديد والفسفور ، تقلل من أضرار العناصر الثقيلة والضارة مثل الزئبق والكادميوم والرصاص وكذلك النترات والتي لها تأثير ضار على صحة الإنسان والصوديوم الذي يتسبب في أمراض ضغط الدم ، وكان هناك فروق واضحة في محتوى بعض الحاصلات العضوية من البروتين والفيتامينات والسكريات والعناصر الغذائية الصغرى مقارنة بتلك المزروعة بالطرق التقليدية ، كما تساهم فى تنمية الريف وجعله متناغما مع الطبيعة وإستيعاب أفضل للأيدي العاملة ، توفير بيئة آمنة للعمال الذين يشتغلون في مجال إنتاج وتجهيز المنتجات العضوية لمواجهة إحتياجاتهم الأساسية والتاكد من حصولهم على عائد مناسب من عملهم مع ضمان مناخ آمن خلال فترة العمل وتقلل من تعرضهم للملوثات مما يمنع إصابتهم بالأمراض الناتجة من المواد الكيماوية .
وقد بدأ الاهتمام بالزراعة العضوية منذ زمن بعيد إلا أن الإهتمام بها فى الآونة الأخيرة تزايد بشكل ملحوظ نظرا لما تعاني منه الزراعة التقليدية من مشاكل خطيرة على البيئة بصفة عامة وعلى الإنسان والحيوان بصفة خاصة ، وقد أعطى السوق العالمي إهتماما كبيرا للمنتجات العضوية على حساب المنتجات الزراعية التقليدية لما تتميز به المنتجات العضوية من مواصفات جودة عالية ومواصفات صحية آمنة على عكس المنتجات الزراعية التقليدية وهذا ما جعل دول العالم تولي إهتماما بالغا بالزراعة العضوية من حيث تطور المساحة المزروعة عضويا ،
ويحتاج الإنتاج العضوي إلى فترة تحول من الزراعة الكيماوية إلى الزراعة العضوية وعمليات تفتيش لأماكن الإنتاج ، وذلك للتأكد من توفر الشروط والمعايير في المنتج ، ويجب أن يراقب تحت نظام توجيهي وتفتيش متفق عليه تحكمه قواعد وأسس وضعت لتوضيح كيف يتم الإنتاج الزراعي العضوي ليفي بمتطلبات المستهلك من الغذاء الصحي الآمن الخالي من متبقيات العناصر الثقيلة والمبيدات أو أى مواد تؤثر على صحة الانسان ، وبذلك فإنه يشترط في أي منتج يسوق كمنتج عضوي أن يكون ناتجا من مزرعة تحت الإشراف والتفتيش لإحدى مراكز التفتيش والمراقبة وأن تتطابق مواصفات هذا المنتج مع المواصفات والمعايير الأساسية لهذه المراكز ، وهذا النظام يضمن التفتيش الدوري على المزارع والذى بناءا عليه تمنح شهادات صلاحية لهذه المنتجات كمنتجات عضوية ، بجانب الاشراف على عمليات تجهيز المنتج وتسويقه وبالتالي فإن المزارع الغير خاضعة لإشراف وتفتيش مراكز التفتيش لا يمكنهم الإدعاء بأن مواصفات منتجاتهم تتطابق مع المواصفات والمعايير الأساسية التى وضعتها هذه المراكز ، لذلك فإن المنتج الذي سوف يتم تسويقه محليا أو تصديره تحت إسم منتج عضوي لابد أن يخضع للقواعد المنظمة لإنتاج وتداول المنتجات العضوية والتي تتماشى مع المعايير الأساسية .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;