الصراع بين الأباء والابناء، أمر قديم الازل، وسببه عدم قدرة الأباء على تعديل وبرمجة عقولهم على إيقاع عصر أبنائهم، غير مدركين أن الزمان في حركة دائمة إلى الامام، ويأبى السكون.
الأبناء زينة الحياة الدنيا بهم تكتمل السعادة المخلوطة بالخوف من المسئولية، فهؤلاء الأبناء أمانه يسألون عنها فهم يولدون على الفطرة السليمة التي تغيرها الخبرات التي يمرون بها ، والحياه التي يوفرها لهم الأباء فتوجه ميولهم وعقولهم في اتجاه معين ، عن طريق الرعاية والاهتمام المخلوط بالمحبة ، حيث يكون الاب والام هم المعلمون الأوائل لأبنائهم ينقلون عنهم كل شيء حتي ثقافتهم وسلوكيتهم ، وبعد عدد من السنون تقل يوم بعد يوم مع غزو التكنولوجيا لتنشئ الفجوة بين ما يطمحون الية ،وما هم علية ، لتزيد المسافة الزمنية وتتباين الأفكار وتتغير النفوس، وتنشأ الخلافات فتتوتر وتتأزم العلاقة بينهم لعدم وجود روابط ود او تفاهم او حوار هادف ، لذلك يجب ان ينشأ حوار فعال بين الإباء والابناء ، مما يزيد الثقة بين الطرفين، وان يكتفي الإباء بدور المرشد والموجة في حياه أبنائهم، لا المتحكم المسيطر عليهم ، لان محاوله فرض السيطرة بالعنف والقوة الشديدة يفقد الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس ، مما يدفعه الي تكرار السلوك الخاطئ، ولو علي سبيل العند فيكره الابن الدراسة، او يصاب بنوع من البلادة، او يفر من المسؤولية، لأنه يختزن انفعالات الكبار وقسوتهم مما تتحول بداخله الي دوافع تبدا اثارها في الظهور علية مستقبلا ، فعلي المربي ان يكون حكيما لدية قدر من الثقافة التربوية التي تمكنه من توجيه أبنائه بحكمة وروية ، وان يتخذ من الوسطية طريق فيبتعد عن العنف الزائد او التدليل المفرط لان كلاهما يؤدي لنفس النتيجة ( خلل نفسي للطفل ) . كما ان عليهم مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء وان يبتعدوا عن مقارناتهم بغيرهم من اقرانهم ويتم التعامل معهم بما يتناسب مع شخصياتهم وميولهم، وقدراتهم، وان يضع الإباء بعض الأنظمة البسيطة التي تخلوا من التعقيد ليتعلم الأبناء المثول للقوانين وأهمية الحفاظ عليها، مع جعلها مرنة في سن معين لتختلف بالنقاش والتفاهم لتتواصل الأجيال، وتقل الفجوة بينهم! نعم الفجوة التي يحدثها الزمان بعاداته، وتقاليده، وأفكاره والتي تختلف بين الأجيال، فلكل جيل طريقة تفكيره، وأحلامه، وقناعاته، وأساليبه في التعبير، مما ينشا نظرة واحدة لأبناء الجيل نفسه تختلف عمن سبقوهم او من سيلحقون بهم لتصبح عملية التغير مستمرة من جيل الي اخر، لاكن يجب ان يكون هناك ثوابت مثل الاحترام! نعم احترام الصغير للكبير واتباع قواعد النقاش وأساليبه، ووجود قنوات للتعبير عن الراي بحرية وان تكون هناك مساحة للاختلاف في الراي الذي لا يفسد للود قضية للحد من الصراع، وخاصة في قضايا الشخصية التي تتمحور حول الاستقلال بالذات وشغل وقت الفراغ، فيجب ان نخرط أبنائنا في الحياة الاجتماعية ليساعد في تنمية شخصية الأبناء نمو متوازن يعتمد على الثقة ويبعد عن التمركز حول الذات، وهذا يساعد في دعم النمو النفسي، وحل مشاكل الصراع الداخلي وتفريغ الطاقة السلبية من خلال الحوار البناء. كما يجب علي الإباء تقبل الاختلاف بينهم وبين أبنائهم فلا يطالبونهم بان يكونوا صورة مكررة منهم ، او ان يحققوا لهم احلامهم الضائعة وليعترفوا بان لكل فرد أحلامه هو ، وطموحاته التي تعتمد علي امكانياته وقدراته التي خلقها الله بها ولنترك لهم مساحة من الحرية كي يصبحوا ما يتمنون كما يريدون هم وليس نحن ف الاختلاف والتطور حياة والحياة حركة، والسكون موت، ونريد ان تكون الحياه اقوى من الموت هذه حقيقة ، علي الإباء ان يقدروها حق قدرها حتي تخف حدة الصراع ويسود الاحترام بين الطرفين بشرط ان نحسن المعادلة بين الثابت والمتغير في عملية التربية .