أبهر كل من الفرنسي كيليان مبابي والكرواتي لوكا مودريتش الجميع في نهائيات كاس العالم لكرة القدم في روسيا بمساهمتها في بلوغ منتخبي بلديهما المباراة النهائية الأحد على ملعب لوجنيكي في موسكو.
قبل أربع سنوات، كانت ألمانيا في الوضع نفسه، لكن أبطال العالم عادوا إلى ديارهم مبكرا ومن دور المجموعات، بينما تبخرت فرصة أخرى لمعانقة المجد العالمي بالنسبة الى الارجنتيني ليونيل ميسي، وصيف النسخة الاخيرة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، بتوديع منتخبيهما من ثمن النهائي.
وهنا أبرز النجاحات والاخفاقات التي شهدتها النسخة الحادية والعشرين من نهائيات كأس العالم في روسيا:
- النجاحات -
* كيليان مبابي
حظي مبابي بشهرة عالمية عقب انتقاله الصيف الماضي من ناديه موناكو الى باريس سان جرمان في صفقة قياسية قدرت بنحو 180 مليون يورو (اعارة لموسم ثم انتقال نهائي)، لكنه أصبح ظاهرة بأدائه الرائع خصوصا أمام الارجنتين في ثمن النهائي عندما ساهم في فوز منتخب بلاده 4-3. في تلك المباراة، تسبب مبابي، صاحب 19 ربيعا، بركلة الجزاء التي افتتح منها منتخب بلاده التسجيل بعد انطلاقة صاروخية وسريعة من منتصف الملعب، قبل ان يؤمن فوز الزرق بثنائية ليصبح أصغر لاعب يسجل اكثر من هدف في الأدوار الاقصائية منذ بيليه عام 1958.
* لوكا مودريتش
واصل لاعب وسط ريال مدريد تألقه هذا الموسم بعدما قاد فريقه الى لقب ثالث تواليا في مسابقة دوري أبطال أوروبا ورابع في المواسم الخمسة الاخيرة، وساهم بقيادة منتخب بلاده الى انجاز تاريخي يتمثل في بلوغه المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الأولى، ومعززا حظوظه شخصيا في التتويج بجائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم، بعدما نال جائزة أفضل لاعب في ثلاث مباريات في المونديال الروسي.
أبهر مودريتش العالم بأدائه المذهل أمام الارجنتين في الجولة الثانية من دور المجموعات عندما أذل الكروات ليونيل ميسي ورفاقه بثلاثية نظيفة كان نصيبه منها هدف بتسديدة من خارج المنطقة. بعدها عوض إهداره ركلة جزاء في الشوط الاضافي الثاني من المباراة ضد الدنمارك في ثمن النهائي، بتسجيله ركلة جزاء ترجيحية في المباراة ذاتها التي حجزت عبرها كرواتيا بطاقتها الى ربع النهائي، وأخرى في المواجهة ضد روسيا المضيفة في الطريق الى دور الاربعة.
* إدين هازار
تألق الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي في المونديال الروسي وكان من المرشحين لاحراز اللقب بفضل ترسانته الهجومية الضاربة بقيادة إدين هازار، لكنه خرج من نصف النهائي بخسارته امام فرنسا صفر-1. ولكن على عكس ما حدث قبل أربع سنوات في البرازيل وفي كأس اوروبا 2016 في فرنسا، أظهر هازارد مواهبه الفنية في روسيا.
هز مهاجم تشلسي الانكليزي الشباك ثلاث مرات، وكان له دور أساسي في العودة القوية أمام اليابان في ثمن النهائي عندما حول الشياطين الحمر تخلفهم بهدفين الى فوز 3-2، ثم في الفوز على البرازيل 2-1.
- الاخفاقات -
* ألمانيا
كان مصير ألمانيا بطلة العالم مثل سابقتها اسبانيا بطلة 2010 في مونديال البرازيل وايطاليا بطلة 2006 في مونديال جنوب افريقيا: وداع من الدور الأول.
فشل أبطال العالم 4 مرات، للمرة الاولى منذ 80 عاما في تخطي الدور الاول الذي أنهوه في المركز الاخير للمجموعة السادسة بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية وفوز على السويد.
* المنتخبات الافريقية
للمرة الأولى منذ عام 1982، لم يكن هناك أي منتخب أفريقي في الدور الثاني للعرس العالمي. نيجيريا والسنغال وتونس والمغرب ومصر خاضت ثلاث مباريات فقط، مما أثار المخاوف بشأن التوازن التنافسي للبطولة التي تهيمن عليها المنتخبات الأوروبية.
ولعب الحظ السيء أيضا دورا كبيرا في الفشل الافريقي حيث خرجت السنغال بنظام اللعب النظيف الذي رجح كفة اليابان عليها بعدما تساويا بالنقاط والأهداف في المجموعة الثامنة، في حين كان تأثير نجم ليفربول الانكليزي محمد صلاح محدودا في منتخب بلاده مصر بسبب الإصابة.
* نهاية سيطرة ميسي ورونالدو؟
ربما يكون ميسي (31 عاما) ورونالدو (33 عاما) قد خاضا المونديال الأخير لهما، بعد خروج منتخبي بلديهما الأرجنتين والبرتغال من ثمن النهائي.
كان عزاء رونالدو على الأقل ثلاثية تاريخية "هاتريك" في مرمى اسبانيا (3-3) في الجولة الاولى، لكنه أضاف هدفا واحدا آخر في المباراة الثانية ضد المغرب (1-صفر)، وكان محظوظا بتجنب ورقة حمراء في المباراة الثالثة ضد إيران. في المقابل، سجل ميسي هدفا واحدا فقط كان في مرمى نيجيريا، عندما تفادى على الأقل الخروج من دور المجموعات، لكنه لم يقو على فعل شيء في ثمن النهائي أمام فرنسا ونجمها مبابي.
بعد 10 سنوات من تقاسمهما الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، قد يكون الوقت قد حان لتخلي ميسي ورونالدو عن العرش.